كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، قال: ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك». (¬1)
هذا نص الحديث وهو مخرج في الصحيحين، ألا ترى أنه قال في آخر هذا الحديث: «ثم أدخلت الجنة». فلو كانت الجنة هي السماء لاكتفى بذكر السماوات عن ذكر الجنة، لاسيما وهو قد ذكر أنه ترقى من سماء، إلى سماء وذكر مراجعة الملك وفتح الباب (¬2) وكلامه مع الأنبياء، ولم يذكر عن سماء منها أنها الجنة، وكذلك لم يذكر أن (تراب) (¬3) السماوات المسك، كما ذكر عن الجنة إذ دخلها آخرا.
¬_________
(¬1) رواه البخاري (3164) ومسلم (163) عن أنس عن أبي ذر.
وهو جزء من حديث الإسراء الطويل, وله طرق, وقد تقدم, وراجع كتابي الأحاديث المنتقدة في الصحيحين (396).
(¬2) كذا في (أ)، وفي (ب): الأبواب.
(¬3) ما بين القوسين كتب في هامش (أ)، ولا يظهر في النسخة التي وقفت عليها، واستدركته من النسخة (ب).

الصفحة 95