كتاب الإمام في بيان أدلة الأحكام

والاختصار لِكَثْرَة التدوار تَقْدِيره كَمثل زارع حَبَّة أنبتت سبع سنابل شبه مضاعفة أجر الْمُنفق بمضاعفة غلَّة الزَّارِع ترغيبا فِي الْإِنْفَاق
الْمِثَال الثَّانِي قَوْله {وَمثل الَّذين يُنْفقُونَ أَمْوَالهم ابْتِغَاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كَمثل جنَّة بِرَبْوَةٍ} أَي كَمثل غارس جنَّة بِرَبْوَةٍ شبه تَضْعِيف الْأجر هَاهُنَا بِتَضْعِيف غلَّة الْجنَّة فَإِن الْفَارِس للنواة يحصل لَهُ من النَّخْلَة عشرَة أقناء مثلا ويشتمل كل قنو على ألف أَو أَلفَيْنِ ثمَّ يتضاعف ذَلِك مرَّتَيْنِ وَإِنَّمَا عظمت المضاعفة هُنَا بِمَا يزِيد على سبع الْمِائَة لِأَنَّهُ ضم إِلَيْهَا ابْتِغَاء المرضات والتثبيت
وَإِمَّا مَا يرجع إِلَى إحباط الْعَمَل فَلهُ أَمْثِلَة
الأول قَوْله تَعَالَى {لَا تُبْطِلُوا صَدقَاتكُمْ بالمن والأذى كَالَّذي ينْفق مَاله رئاء النَّاس} أَي كإبطال أجر الَّذِي ينْفق مَاله رِيَاء النَّاس وَلَا يُؤمن

الصفحة 144