كتاب الإمام في بيان أدلة الأحكام

وَذَلِكَ تهديد بِالْعَذَابِ العاجل يتَضَمَّن الزّجر عَن الْكفْر بأنعم الله وَعَن تَكْذِيب رسله
وَأما مَا يرجع إِلَى تسفيه الْفَاعِل وذمه بسخافة الْعقل فَلهُ مثالان
الأول قَوْله تَعَالَى {ضرب مثل فَاسْتَمعُوا لَهُ إِن الَّذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا وَلَو اجْتَمعُوا لَهُ} الْآيَة وَهَذَا الْمثل يتَضَمَّن تسفيه عقل من عبد صنم الَّذِي لَا يقدر على جلب نفع وَلَا يدْفع عَن نَفسه ضرا
الثَّانِي قَوْله تَعَالَى {مثل الَّذين اتَّخذُوا من دون الله أَوْلِيَاء كَمثل العنكبوت اتَّخذت بَيْتا} شبه الِاعْتِمَاد على شَفَاعَة الْأَصْنَام وتقريبها إِلَى الله زلفى باعتماد العنكبوت على بَيتهَا أَن يدْفع عَنْهَا وَهُوَ أوهن

الصفحة 152