كتاب الإمام في بيان أدلة الأحكام

شبه الْقُرْآن بِالْمَاءِ النافع لِأَنَّهُ حَيَّاهُ للقلوب كَمَا أَن المَاء حَيَاة للنبات وَشبه الْقُلُوب بالأودية إِذا أَخذ كل قلب من ذَلِك بِقدر مَا كتب لَهُ كَمَا أَخذ كل وَاد من المَاء بِقدر مَا كتب لَهُ ثمَّ شبه ارْتِفَاع كلمة الْكفْر على كلمة الْإِيمَان وَالْقُرْآن بارتفاع الزّبد على المَاء ثمَّ شبه زهوق الْبَاطِل وَذَهَاب الْكفْر بذهاب الزّبد جفَاء وَشبه بَقَاء الْمعرفَة وَالْقُرْآن بِبَقَاء المَاء النافع مدحا للمعرفة وَالْقُرْآن وذما للْجَهْل والكفران وَكَذَلِكَ شبه ذهَاب الْكفْر وزواله بذهاب زبد الْجَوَاهِر إِذا أحميت فِي النَّار ابْتِغَاء حلية أَو مَتَاع من الْأَمْتِعَة
وَشبه بَقَاء الْقُرْآن بِبَقَاء الْحلِيّ والأمتعة النافعة والتشبيه بالزبد يتَضَمَّن ذمّ الْمُشبه بِهِ فَإِنَّهُم يشبهون الْحسن بالْحسنِ والقبيح بالقبيح

الصفحة 155