كتاب الإمام في بيان أدلة الأحكام
والمحمود بالمحمود والمذموم بالمذموم والنافع بالنافع والضار بالضار {وَيضْرب الله الْأَمْثَال للنَّاس وَالله بِكُل شَيْء عليم} وَقد يعبر بالْكفْر عَن الْهَلَاك لِأَنَّهُ سَبَب الْهَلَاك ويعبر عَن الْإِيمَان بِالْحَيَاةِ لِأَنَّهُ سَبَب الْحَيَاة الأبدية قَالَ تَعَالَى {ليهلك من هلك عَن بَيِّنَة وَيحيى من حَيّ عَن بَيِّنَة} أَي ليؤمن من آمن عَن يَقِين وبصيرة وَيكفر من كفر عَن يَقِين وَمَعْرِفَة
وَقد شبه الله سُبْحَانَهُ بالأنعام والحمر وَالْكلاب احتقارا للمشبه وذما لَهُ وَلذَلِك قَالَ {سَاءَ مثلا} وَقَالَ {بئس مثل الْقَوْم الَّذين كذبُوا بآيَات الله} وَلما شبههم بالحمر كَانَ فِي تشبيهه مَا يَقْتَضِي أَنهم أَسْوَأ حَالا من الْحمر لِأَن الْحمر فرت من سَبَب هلاكها وَهُوَ الْأسد وَهَؤُلَاء فروا من التَّذْكِرَة وَهِي سَبَب نجاتهم كفرار الْحمر من سَبَب هلاكها
وَهَذَا مثل قَوْله عز وَجل {أَو كصيب} مَعْنَاهُ أَو كأصحاب الصيب
الصفحة 156
360