كتاب الإمام في بيان أدلة الأحكام
تَعَالَى عِنْد النجَاة {وَإِن فريقا مِنْهُم ليكتمون الْحق وهم يعلمُونَ} ذكر الْعلم تقبيحا للكتمان مَعَ الْمعرفَة وَكَذَلِكَ قَوْله {لم تكفرون بآيَات الله وَأَنْتُم تَشْهَدُون} {وجحدوا بهَا واستيقنتها أنفسهم} ذكر الاستيقان تقبيحا للجحود مَعَ الْيَقِين
وَكَذَلِكَ {أتأتون الذكران من الْعَالمين وتذرون مَا خلق لكم ربكُم من أزواجكم} ذكر ترك الْإِتْيَان للأزواج تقبيحا لإتيان الذكران إِن كَانَ التّرْك مُبَاحا فِي ملتهم
وَكَذَلِكَ قَوْله {إِن الَّذين آمنُوا ثمَّ كفرُوا ثمَّ آمنُوا ثمَّ كفرُوا} ذكر الْإِيمَان مُبَاحا فِي ملتهم
وَكَذَلِكَ قَوْله {إِن الَّذين آمنُوا ثمَّ كفرُوا ثمَّ آمنُوا ثمَّ كفرُوا} ذكر الْإِيمَان تقبيحا للكفر الْوَاقِع بعده
الْفَائِدَة الْخَامِسَة
قد يَقع فِي سِيَاق الْمَدْح وَالثَّوَاب مَا لَا يتعلقان بِهِ بل يذكر تعريفا للممدوح المثاب كَقَوْلِه {أَنه من عمل مِنْكُم سوءا بِجَهَالَة ثمَّ تَابَ من بعده وَأصْلح فَأَنَّهُ غَفُور رَحِيم} وَقَوله {وَالَّذين عمِلُوا السَّيِّئَات ثمَّ تَابُوا من بعْدهَا وآمنوا إِن رَبك من بعْدهَا لغَفُور رَحِيم}
الصفحة 171
360