كتاب نضرة البهار في محاورة الليل والنهار

وتسكن الأعضاء والحواس، وتتجلى بنات الأفكار، وتجتلي البنات الأبكار، وتمتد من أصناف الإحسان موائد، وتميد من أعطاف الحسان موائد، وهل للنهار محيا كطلعة القمر، أو شعرُ كالدجى فلله سواد ذلك الشعر، أو منطقة كالجوزاء، أو قرط كالثريا ذات السنا والسناء، أو نهر كالمجرة فياله من نهر، تزهو على الزهر نجوم رياضة الزهر، وأية زهرة تباهي الزهرة، أم أية قلادة تضاهي في نظمها النثره، وماذا أعدُّ من شيم لا تنتهي عددا، ولو كان مداد البحار السبع لها مددا.
ولما أنهى مقاله ومل مُقامه، شمر للرحلة أذياله وقوض خيامه فتهلل وجه الصباح، وهلل يذكر فالق الإصباح، وازدهاه السرور والابتهاج، كأنه رب السرير
والتاج:
فكأنّ الصبح لما ... لاح من تحت الثريا
ملكُ أقبل في التا - ج يفدِّي ويحيا
وبرز إلى البارزة من بابها، إذ كان من فرسانها وأربابها، فسلب الليل لباسه، وأذاقه شدته وبأسه، وقال له: أيها المعجب بنفسه، المغرب في نقشه صحيفة زوره بنفسه، (ما كل سوداء ثمرة، ولا كل صهباء

الصفحة 138