كتاب المفاخرة بين الماء والهواء

زعمته فيك من الخصوصيات إلى سبيل المفاخرة والمباهاه، وأنا أقول ما فخر، وأنا لذة الدنيا والآخرة ويوم الحشر، وأنا الجوهر الشفاف، المشبه بالسيف إذا سل من الغلاف، وقد خلق الله مني جميع الجواهر حتى اللآلئ في الأصداف، أحيي الأرض بعد مماتها، وأخرج منها للعالم جميع أقواتها، وأكسو عرائس الرياض أنواع الحلل، وأنثر عليها لآلئ الوبل والطل، حتى يضرب بها في الحسن المثل، كما قيل:
إن لسماء إذا لم تبك مقلتها ... لم تضحك الأرض عن شيء من الزهر
وأنا الذي أقتل العجوز، واذهب حرارة آب وتموز، وقد أفتاني الأفاضل أن من دخل علىّ من باب المفاخرة أنه لا يجوز، فكيف ينكر فضلي من دب أو درج، وأنا البحر فرعي وفي الأمثال حدث عن البحر ولا حرج، وأما أنت أيها الهواء فكم ذهبت فيك نصائح النصاح، كما قال ابن هرمة وبعض القول في الرياح،

الصفحة 32