كتاب المفاخرة بين الماء والهواء

الموجود، أما كفاك شهادة الله لي بالطهورية في قوله تعالى {وأنزلنا من السماء ماءا طهورا لنحي به بلدة ميتا ونسقيه ومما خلقنا أنعاما وأناس كثيرا}.
أما بلغك شهادة الله ببركتي وحسبي بها فخرا في طول البلاد والعرض، حيث قال في كتابه العزيز {وأنزلنا من السماء ماءاْ مباركا فأسلكناه في الأرض}، أما رأيت ما حباني الله به من عظيم المنة، حيث جعلني الله نهرا من أنهار الجنة، أما علمت أن مني حوض من كان إذا مشى في الشمس تظله الغمامة، وأما تيقنت أنني نبعث من بين أصابعه فكنت له معجزة كما أكون لوارثي مقامه الرفيع كرامة، أما عرفت إنني أرفع الأحداث، وأطهر الأخباث، وأجلو النظر، وأكون للمؤمنين في الآخرة نورا في محل التحجيل والغرر، أما رأيت الناس إذا غبت عنهم يتضرعون إلى الله بالصوم والصلاة والصدقة والدعاء، ويسألونه تعالى إرسالي من قبل السماء. واعلم إنني ما نلت هذا المقام الذي ارتفعت به على أبناء جنسي ألا بانحطاطي الذي عيرتني به وتواضعي وهضم نفسي، وأنا لا أحب المعالي، وأنا سلم للمحل المنخفض وحرب للمحل العالي، لا أتجاوز حد العبيد، ولا أنازع سيدي فيما أختص به من الصفات التي لا تفنى ول

الصفحة 36