كتاب المفاخرة بين الماء والهواء

قد يبعد من شيء يشابهه ... إن السماء شبيه البحر في الرزق
ومن قال:
وقد يتقارب الوصفان جدا ... وموصوفا هما متباعدان
فإن يفق الأنام وذاك منهم فإن المسك بعض دم الغزال
كما قلت فيه:
لا غرور لابن المرادي ... وذاك شمس المواكب
إن فاق كل الموالي ... فالشمس بعض الكواكب
فهلم للوفود عليه، والمثول بين يديه، فهو الذي يستنبط المسائل، ويرضي بفضله وبذله كل مسائل، وإن لم يكن غير مكارمه إليه وسائل.
فلما سمع الماء والهواء بمعروف ذلك الحبيب السري، والإمام الهمام العبقري، تعشقاه على السماع، طلبا منا المبادرة إلى جنابه ليبلغا منه حظ الاجتماع، فسرنا بهما إلى جنابه، حتى بلغنا فسيح رحابه، وكحلنا الجفون بأثمد أعتابه، فصادف دخولنا خروج كعبة ذاته من حرم الحرم، فكأنما خرج الورد من الأكمام ولليث من الأجم، فنهضنا له على الأقدام، وحيانا بألطف سلام، وتسلم سلم قصر الفريد، وأشار إلينا أن نتبعه

الصفحة 41