كتاب الصفات للدارقطني ت الفقيهي

سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ1 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ: "إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُم فَلْيَتَجَنَّب الْوَجْهَ، وَلَا يَقُولُ: قَبَّحَ اللهُ وَجْهَك، وَوَجْهَ مَنْ َأَشْبَهَ وَجْهَك، فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ2 عَلَى صُورَتِه" 3.
__________
1 سعيد بن أبي سعيد، هو المقبري.
2 ابن أبي عاصم في السنة ج1/ 229 ح 519. قال محققه الألباني: إسناده حسن صحيح.
3 قوله: "على صورته" الحديث صحيح، أما الضمير في قوله: "على صورته" وبيان مناسبة إيراده في باب الصفات فقد أجاب عليها ابن خزيمة في كتابه التوحيد حيث قال: قال أبو بكر توهم بعض من لم يتحر العلم أن قوله " على صورته" يريد صورة الرحمن عز ربنا وجل عن أن يكون هذا معنى الخبر، بل معنى قوله: "خلق آدم على صورته"، الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم، أراد صلَّى الله عليه وسلَّم أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب، والذي قبح وجهه، فزجر صلَّى الله عليه وسلَّم أن يقول: ووجه من أشبه وجهك، لأنَّ وجه آدم شبيه وجه بنيه، فإذا قال الشاتم لبعض بني آدم: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، كان مقبحًا وجه آدم صلوات الله وسلامه عليه، الذي وجه بنيه شبيه بوجه أبيهم. فتفهموا رحمكم الله معنى الخبر لا تغلطوا ولا تغالطوا فتضلوا عن سواء السبيل، وتحملوا على القول بالتشبيه الذي هو الضلال. كما أورد حديث أبي هريرة الذي فيه لفظة "على صورة الرحمن" وهو الحديث الآتي برقم 48 وبين ضعفه وأن فيه ثلاث علل هي:
الأولى: أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده، فأرسل الثوري ولم يقل: عن ابن عمر.
الثانية: أن الأعمش مُدلِّس لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت.
الثالثة: أن حبيب بن أبي ثابت أيضًا مُدلِّس لم يعلم أنه سمعه من عطاء.
وقد رأيت أنه من المناسب أن يضم إلى هذا البحث وما نقلته عن الإمام الحافظ ابن =

الصفحة 57