وكثير من هؤلاء وأولئك كان يعيش صراعاً نفسيأ مُرّاً قبل أن ينحاز إلى
أحد الفريقين والمعسكرين، ثئم إذا انحاز إلى احد الفريقين ناصر 5 بكلّ قوّة
وشدة، على قدر ما عانى قبْل ذلك من صراعِ نفسيئ واضطراب. .
ورئما نشأت في قلوب بعضهم شكوك وشُبهات، فحمل أحدهم
إشكالاته المقْلِقة إلى بعض اولئك المشايخ، يريد الإجابة المقنعة، فإذا وُفّق
ذلك المسؤول، وسُدد في الإجابة ففد انحفت المشكلة، وزالت الشبهة، وإلأ
فإن الأمرَ في نفوس هؤلاء الناشئين يزداد تعقيداً وإشكالاً. .
وقلَ في الناس من ينهج المنهج الوسط الذي اشرنا إ ليه، وقد سلكه الشيخ
واختار 5، وتبذَى في شخصئته التعليمية والاجتماعية والدعوية، كما تبدًى ؤب
منهجه واسلوبه، ولغة خطابه، ومؤئفاته وكتبه.
وهذا ما سيتضح لنا ب! ذن الله من خلال الوقوف عند كتبِ الشيخ رحمه الله
ومؤئفا ته. .
ولقد كان الغزو الفكري والأخلاقي أخطرَ سلا! وجّهه الاستعمار إلى
فئات الأمة الإسلامية وأجيالها؟ فأفسد العقول، وسلَبَ الأفئدة،! اجتاحَ
بسمومه وضبهاته، وشكوكه وضلالاته قواعد العفائد، وا لأسس والمبادى، التي
كانت معلومة من الدين بالضرورة، فلم تعُد كذلك، واصبحت تحتاج إلى إعادة
بنإء وتأصيل جديد، بلغة خطاب، تقنع الجيل الجديد، بل تستهوي فؤادَ 5،
وتؤثر فيه. . وكانت البيئتان اللتان أشرنا إليهما معزولتين عن بعضهما غاية
العزل واشده: فم! يجري للجيل الجديد من غسل للعقول والقلوب لا يعلم ءت 4
الاَباء شيعأ ولا يعرفون، بل هم في وادِ آخر، يرونَ الإسلام بخيرٍ ما داموا يلتفون
حول مشايخهم، يلتقونهم صباح مساء، ويلتمسون منهم الدعوات
والبركات. .
ويعبر عن هذا الواقع وما يحمله من اخطار ما كتبه الشيخ في سيرته الذاتية
إذ يقول: "وحفظني الله تعالى في هذ 5 السنوات الثلاث -سنوات دار المعفمين-
10