تمهيد
أسلوبه في التأليف وخصائص كتاباته ومزاياها
لا شك أنَ هدف الكاتب مما يكتب، ودوافعه التي تلحّ عليه بالكتابة،
والشريحة التي يريد ان يخاطبها. . كل ذلك يحدّد له الأسلوبَ الذي يكتب ب!
ويتوخاه. .
وما كل من اراد أسلوبأ احسنه، وقدر عليه، ووُفِّق له. ولقد كان الشيخ
رحمه الله من العلماء القلائل، الذين اسهموا في سدّ الفجوة بين الجيل الغابر
والجيل المعاصر، الذي لم يعد يتقثلُ الأساليبَ القديمة في العرض والتأليف،
وأصبحت الكتبُ القديمةُ تعئرُ من قِبَل كثير من الناس أنّها الكتب الصفراء، وفيها
كثير مفا لا يدخلُ تحت اهتمامات الناس في هذا العصر، بل وفيها أخطاء علميّة
قد اكتشف في هذا العصر أنّها لم تكن مستندة إلى حقائق علمية، وإنّما إلى
مقولات شائعة، كانت مبلغ الناسن من العلم في تلك العصور، ومع ذلك فلم
يستطع كثير من العلماء والمشايخ التحرّر منها، أو الجرأةَ على مخالفت! ا، ولقد
آُوتي الشيخ رحمه الله قدرة خاصّة على تقريب ذلك إلى لغة سهلة معاصرة،
وتلخيصه بأحسن عبارة، واسهل اسلوب، مع اجتناب ما لا فائدة منه، أو لا
يتناسب مع هذا العصر، ومن ثئم ففد اسهمت كتاباته رحمه الله في ت! عيق هذا
الهدف، وامتازب مؤئفاته بعدة مزايا آهمّها:
1 - تقريبُ العلوم الإسلامية، وتبسيط عرضها لتناسب لغة العصر-،
وتكون مؤثرة جذابة، لا تنزل عن الخاضة، ولا تعلو على مستوى العامّة، وهذا
ما نلاحظه في كتابه: (مجموعة العبادات على مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله
تعالى).
109