كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

المبحث الأول
كتبه المطبوعة ورسائله
إن المَزئة الكبرى لكتب الشيخ رحمه الله أئها مراة صادقةٌ عن شخ! حه
وسلوكه، فأنا اشهد، وأظنّ أن كل مَنْ عرف الشيخ معرفة وثيقة يشهد: أنَّ
الشيخ ما كتب كلمةَ أو قالها إلأ وهو متحقق بما يكتب أو يقول، ليس في نفسه
فحسب، بل في اسرته ايضاً، كما كان حريصاً على أن ينقل ذلك إلى إخوانه
ومحتيه. .
وكان من بركة ذلك انَ الله تعالى كتب له القبول عند 5، فلا برة بما
يؤلف، ولا بكثرَة ما يؤلف إن لم يكتب الله له القبول، وهذا القبول عند اللّه من
مظاهر 5 وعلاماته: أن يوضع له القبول عند عباد الله، فيعمّ خيره، ويعظم أثر 5،
وينتفج به الناس. .
وعندما يجمع العالم الداعية بين التعليم والدعوة، والتربية والرعاية،
والتاًليف والكتابة، يكون قد استكمل ابواب النصح للأفة، واحكم ابواب الخير
لنفسه، إذ ترك بعده علماً ينتفع الناس به، فاستمز عمله من بعده إلى ما شاء الله،
والله يعطي الفضل كيف يشاءُ. .
وقل من العلماء والدعاة من يستطيع التوفيق بين القيام باعباء الدعوة
ومسؤولياتها، والقدرة على الكتابة والتاليف، وتبليغ الفكرة لأوسع جمهور
ممكن من الناس حاضراً ومستقبلاً، بل إن بعض الذين شغلوا بكثير من الدروس
واللقاءات العامة، يقفلون من أهمئة الخطاب المكتوب، ويرون الانشغال بذلك
ضرباً من تبديد الجهد، وضياع الوقت.
ولكن الكتاب يبلغ ما لا يبلغ الخطاب، ويبقى ما لا يبقى الخطاب،
والكلام المسموع تكر عليه عوامل النسيان فتمحوه، وامّا الكتاب المرقوم فهو
113

الصفحة 113