كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

من التضعيف والترجيح، وللعافة الاتباع، فإنّه لا يصحّ فيهم غير هذا، وهو عين
الحكمة، ولولا ذلك لصار الدين لعبة بيد الجهّال، وهذا ما نخاف مفه، ونحاول
القضاء عليه.
وليس معنى ذلك أنّنا نقول بعدم الاجتهاد، أو أنّه أغلق بابه كما ليقو لون،
فإن ابواب فضل الله لا تغلق، وهل هذا إلا حجر على الله عزّ وجل؟ ولثَن هناك
فَرْقٌ كبيرٌ بين إمكان الثيء ووقوعه، وبين إسناده إ لى غير أهله، وقد أصبحنا في
زمان ضاعت فيه الحدود، وتعدى كل إنسان طوره، ولم يعرف قدر 5، وهي أكبر
مصائبنا، واعظم بلايانا، التي نئن منها ولا نعلم منتهاها. .
نحن نرى أن الناص على درجات شتى فيما وهبهم الله من الاستعداد
الفطرقي، وفيما أحاط بهم من ضروب التربية المختلفة، والبيئات المتنوّعة، وما
قدر لهم من فنون الثواغل، وما عنوا به مفا أقامهم الله فيه، ونرى ان كل طبقة
لها حكم يخصها، فمن وصل إلى درجة الاجتهاد، وجب عليه الاجتهاد، وكان
اَثماً بتركه، ومن وصل إلى درجة الترجيح، وجب عليه ذلك، ومن قعد به
استعداده او تربيته او بيئته، او أحاط به من شواغل المعيشة أو الوظيفة فعليه أن
يقفد من يثق به، ويعلم ائه غير جاهل بدين الله، ولا غاشّ فيه. . ولا يكلّف اللّهُ
نفساَ إلا وسعها.
لىني لأعجب لهؤلاء، كيف يجعلون أمر الاجتهاد أقل من جميع
الصنائع، التي لا يجتهد صاحبها إلأ إذا كان له فيها علم واسع، وعمل متكزر،
حتى يعرف اسرارها ودقائقها، ويصبح من ذوي التبريز فيها. . وكأن مسالة
الدين اصبحت من أقل المسائل لدينا، وأهونها علينا. . . " إلى اَض كلمته
الدقيقة الرصينة، رحمه الله واجز ل مثوبته.
العلماء الذين استكتبهم:
ولا نعرف على وجه الدقة عدد العلماء الذين استكتبهم لهذا الغرض،
ولكن العلماء الذين وصلته إجاباتهم، وأدرج مقالاتهم في الكتاب هم:
122

الصفحة 122