طرحِها على مدرّمميهم، ومن يتوسّمُون فيهم القدرة على حفها، وايإجابة
عنها. . فمنهم من يحظى بإجابة مقنعة، ومنهم من يسمع ما لا يشفي عليلاً، ولا
يروي غليلاَ. . فكانت الحاجة ماشة إلى كتابة العقيدة الإسلاميّة، وعرضها
بصورة ملائمة للعصر، مستجيبة لمتطلّبات الجيل. .
منهجه في كتابة العقيدة:
يفول رحمه الله في مقدّمة كتاب: (الإيمان بالئه تعالى): "وإنّ هذه
القواعد الخمس - يعني أركان الإسلام - إنما هي دعائم لمصالج الناس، وأسس
تبنى عليها سعادتهم، وكلّ قاعدة منها عماد لأمّهاتٍ من الفضائل، وسبيل إلى
خيري الدنيا والاَخرة، لو رعاها المسلمون حق رعايتها، والمّوا بأحكامها
وأسرارها، وقاموا حق القيإم بواجباتها.
وأجل خدمةِ علمئة دينئة للمسلمين أن يمهَد السبيل لهم إلى العلم بهذه
القواعد، ومعرفتها على أكمل وجه، حتى يكون المسلم في عقيدته مؤمناً على
علم، مطمئئاَ إلى الإيمان قلبه، لا تشوب عقيدته أوهام ولا اباطيل، وبهذا تثمر
العقائد مكارم الأخلاق، وتستقيم أحوال الناس.
من أجل ذلك عزمتُ بعونه تعالى على إخراج سلسلة تحت عنوان:
(سلسلة العقائد) توخيت فيها أن تكون سهلة المأخذ، قريبة المنال، يفهمها
العامة، ولا تنزل عن مستوى الخاصّة، ليطلع فيها المؤمن على ما يجب ايإيمان
به، والإذعان له مفا جاء به الإسلام الحنيف ".
ويقول ولده فضيلة الشيخ الدكتور محمد ابو الفتح في تقديمه للسلسلة:
"فإنَ من خصائص العقيدة الإسلامية وضوحها وسلامتها من التعقيد، حيث
يسهل فهمها على العقل السليم، وتسرع إلى تقبلها القلوب والفطرة البشرية.
وقد كتبت العقيدة الإسلامية بأساليب متعدّدة، حسب العصور ولغاتها،
وتنوع أساليب التاليف فيها. . حتى كادت تطغى بعض الأساليب على خاصّية
وضوحها، وتضيع جمالها، بل اصبحت مادة العقيدة ايإسلامية في بعض
129