كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

عنوانٌ جميلٌ جامعٌ معبّر، يكاد ان يكونَ من جوامع الكلم، فما أكثر ما
يقترف الإنسان المعصية لأن النفس الأفارة بالسوء تلحّ عليه في إتيانها،
والشيطان يزيّنها في نفسه حتى يراها سرّ سعادته في الحياة كلّها. . كما وقع لأبينا
اَدم عليه السلام! وما أكثر ما يقضر الإنسان في الطاعة والتقوى، لغفلته عمّا فيها
من الخيرات والبركات، ويضع له الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء في طريقها
العقبات تلوَ العقبات، فيحرم نفسه من ثمراتها وبركاتها. .
والكلام تحت هذا العنوان اشبه برؤوس الأقلام لمن يلقي دَرساً أ و
محاضرة، فنقرأ في عناوين هذه الرسالة: من شؤم المعصية وآفاتها، عصمة
الملائكة والرسل عليهم الصلاة والسلام، حفظ الله تعالى بعضَ أوليائه،
المخفطون، العصيان صفة الشيطان، النفس أفارة بالسوء، النهي عن المعصية،
المعاصي كبائر وصغائر، انقلاب الصغيرة إلى كبيرة، من الكبائر، مضاعفة
الإثم، من آفات المعاصي، ماذا يكفر الخطايا 3 التوبة، لا ينبغي القنوط،
شروط التوبة، الاستغفار. بركة التقوى: من بركات التقوى وثمراتها، ما هي
التقوى؟ مراتب التقوى، العبادات عون على التقوى، التقوى علامة الإيمان،
التقوى من منح الله تعالى لعباده، من ثمراتِ التقوى. الورع، كيف اهتدىَ
الورِعون إ لى دقائق الوَرَع؟ مفا يعين على تقوى الله عز وجلّ.
ولا أشكّ أن الشيخ لو أطلق العنان لقلمِه في بيان العناوين وشرحها لكان
منها سِفْرٌ كبيرٌ، ولكئه أراد لرسالته أن تكون تذْكرة جامعة، أشبه بحبّة الدواء
المنشطة المغذية، فهي تقدم للإنسان من الغذاء المقوّي لصحّته، المنشط
لجسمه، ما لا يستطيع تناوله من مصادره في يوبم أو ايام. .
على ان أجملَ ما في هذه الرسالة هو حديث الشيخ عن الورع، الذي هر
اعلى درجإت التقوى، وما ذكره من نماذج من ورع السلف الصالح، بدءاً! ن
ورع النبيئ ع! ي! م إلى ورع اصحابه الكرام رضي الله عنهم، ثتم ورع مَن تبعهم
بإحسان. . ثئم إجابته عن سؤال وإشكال يرد على خو-اطر بعض الشباب: "كيف
اهتدى الورِعون الى دقائق الوَرَع؟ ".
139

الصفحة 139