كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

2 - هذا ا لإنسان:
المقاس صغير (2 1 *17)، وعدد الصفحات (0 6 1).
ما أجهل الإنسان بنفسه، ومن ثئم فما اجهله برثه! (فمن عرف نفسه فقد
عرف رئه) (1).
نفس الإنسان اقرب شيء إليه، ومع ذلك يجهلها، ولا يحرص على
معرفتها، ويفوده الجهل بها إلى ان يحتقر نفسه، فيستهين بوجودها في هذه
الحياة، ويظن اثه خلق عبثاً، او أن يترك سدىً. . أو يذهب بها تيهاً وكِبرأ،
وطغياناً وكفراً، فيقول: أنا رتكم الأعلى؟ بلسان الحال أو لسان المقال. .
فيظلم نفسه، ويوردها موارد التهلكة والبوار. .
ولذا فإنَ حفّاً على الدعاة إلى اللّه ان يخاطبوا الإنسان كما خاطبه القرآن
الكريم، فعرفه موفعه في هذا الوجود، وخطر المسؤولية التي أُنيطت بة،
وكشف له عن طبيعة نفسه، ودخيلة خلائقه وصفاته، وسبب جحوده وطغيانه،
ووضح له سبيل سعادته في الحياة الدنيا، ونجاته في الاَخرة. . باتّباع دين الله
تعالى، والالتزام بمنهجه في الحياة. .
ولعلّ هذا ما اراده الشيخ من كتابة هذه الرسالة، فقد تتبّع ما جاء من
(1)
وهذا القول هان لم يصح حديئاً، وهو من قول: يحى بن معاذ الرازيّ رحمه الله
تعالى، كما في كشف الخفاء: 2/ 343، ولكنّ معناه صحيح غاية الصشؤ، فما
رأينا من تطاول على رئه، وألحد في دينه واَياته إلا من كان على جهاىِ كبير
بنفسه، وغرور يملأ عطفيه، ويطمس قلبه، وما رأينا من عرف نفسه حقّ المعرفة
بالضعف والحاجة، والففر والففة إلأ عرف ربّه بالفؤة والعزة، والفضل والغنى
عن عبِاده، ونجد مصداق ذلك في قول الله تعالى: "! يأَيها اَلضاسُ أَنتُوُ اَتفُقَرَآءُ
(لَى اَللْهِ وَألئَهُ هُوَ اَتغَنئ اتحَيِدُ" افاطر: 15،، وقوله سبحانه: " إنَ الألن! نَ
لَيَظق! غ،) أَن رًاهُ أشَتْئَ " ا العلق: 6 - 7،، وقوله تعالى: " إِنَمَا يَخثَى الثَهَ مِن عِثَادِفىِ
أتمُلَمَتر3" افاطر: 28،.
140

الصفحة 140