الأفكار التي يطرحها بفوّة، وبصورة يشعر معها القارئ بالحماسة تتدفّق من بين
عناوين الكتاب وسطوره، وتأمّل معي أخي القارئ هجوم الشيخ على موضوع
كتابه من دون أية مقدمة، وكأئه يستبق زمناً يخشى فوته، فبعد البسسلة يفهح
عنوانأ: (معنى الإسلام)، ويفول! مباشرة: " الإسلام معناه الخضوع دلّ! تعالى،
والاستسلام لأحكامه، فالمسلم الحقّ يعمل بامر اللّه عزَّ وجلّ، ويخضع
لأحكامه، ويحتكم إليه في جميع ا موره. . " ويستشهد ببعض الاَيات ثمّ يقول:
" وعلى هذا درج المسلمون الأوّلون رضي الله عنهم، فأطاعوا الله ورسوله! يهاله،
في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر، تلقّوا الأوامر للتنفيذ، وتعلّموا
الأحكام للعمل.
فما أمروا بثيء إلا استجابوا، ولا نُهوا عن شيء إلا اجتنبوا، ولا نزل
فيهم حكمٌ من الله ورسوله لمجبِم إلاّ استسلموا إليه راضبن، وعملوا به مذعنين. .
امرهم بالتوحيد، فهدموا الاصنام، وعبدوا الله وحده. وعرض عليهم الصملاة؟
فأقاموها، وامرهم بالزكاة فأدوها، وبالإمساك عن شهوات النفس في الصيام
فأمسكوا، وبالتجزد دئه تعالى في الحجّ فتجزدوا، وببذل الأموال والأنفس فعب
سبيل الله فبذلوا. . ونهاهم عن الخمر فأراقوها، وعن الفحشاء فاجتنبوها، وعن
الربا فتركوه، وعن الميسر فمنعوه. . لم يعتذروا عن شيءٍ من ذلك بما ألفوه من
عوج، ولم يجدوا في امتثال! الامر، واجتناب النهي من حرج. . ".
ثمّ ساق امثلة ونماذج من دقّة اتباع الصحابة وطاعتهم دئه والرسول ع! ياله. .
ثمّ قال!: "هكذا كان انقياد المسلمين الاولين لامر اللّه تعالى، وأمر رسوله! ر،
عملوا بالإسلام كاملاً، فقطفوا ثماره يانعة، وبرز المجتمع الإسلاميّ الصالح،
وتمّ ظهور الإسلام كاملاً على أيديهم، ورفعوا لواءه عالياً، وأشرقت شمسه على
العالم. . . ".
ويقول! تحت عنوان: (الإسلام دين المدنيّة الحقّة): "الإسلام يرافق
العقل نجباً إلى جنب، ويمشي مع المدنيّة في طريق واحد، وقد نهض بالإنسانيّة
من حضيض الهوان إلى اوج العزّة والشرف، وأخذ بيد الضعيف حتّى أنقذه صت
142