كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

إخوانه بإلصبر، والثبات على الحق، ومعالجة الأمور بمنتهى الحكمة، والدفع
بإلتي هي احسن، ومضاعفة البز بإلوالدين مهما صدر منهما. .
وكان الحث على الحكمة والصبر، لا بدّ له من وقود وزاد من الثقافة
الشرعية الراسخة، التي تكون خير عونِ للمؤمن على مواجهة هذه الشدالد. .
هالى هذا، فقد شاع في الأوساط الثقافيّة المعاصرة موجة من الحديصث
عن فتن آخر الزمان، بصورة جاهلية منحرفة، وكانت على مستويين:
- مستوى فهمٍ عاميئ جاهل، يدفع إلى الكسل والتواكل، وترك التذكير
والدعوة، ويحث الناس على عدم إتعاب النفس في نصج الناس وتذكيرهم، أ و
بذل الجهد في تصحيح اوضاع، إئما تجري بقدر الله تعالى ومشيئته - وهي كل! مة
حق في غير محقها - فمن يسعى في إصلاح الناس إنما في حقيقته في نظر هؤلا"
يعترض على الله تعالى.
- والمستوى الثاني: مستوى مثقف ثقافة دينية محدودة، وهو من نوع
الإخباريين، يهتثم بإشاعة ما ورد من أحاديث الصتن في اَخر الزمن، ونثرهما ين
الناس، على أن هذا وقتها، مقا يوحي بإليأس من دعوة الناس، والإغراء
بالاعتزال عنهم، واليأس من إصلاحهم، وأنّ ذلك نوع من العبث، وتضييع
الوقت من غير جدوى او فائدة. .
هاذا كان الشيخ إنسانأ عمليّا، يحمل فكرة دعويةً، ويكتوي بآلام البناء
والتربية، ويحرص على تصحيح المفاهيم، هازالة ما علق بها من غبش وسوء
رؤية، فقد نظر في كتاب الله تعالى وسنة نبته ع! يمَ، فرأى أن حديث القرآن والسنّة
عن الفتنة يختلف عفا شاع بين الناسِ وانتشر، حتّى اصبحوا لا يعرفون منها
سوى ذلك، فكتب كتابه هذا، ولم يتحدث فيه عن فتن آخر الزمن إلاّ بما يعرّف
بها كنوع من أنواع الفتن، التي تخصن الإنسان نفسه، وسيسال عنها بين يدي
144

الصفحة 144