والورع، وحُسن الخلق، وتقليل علائق الدنيا.
ويقف عند الإخلاص وقفات مضيئة، ويذكر قضة مسلمة بن عبد الملك،
وصاحب النقب، وقصة العابد والشجرة، وهي قصّة رمزئة معبرة، ثئم يتحدّث
عن بعض المعروف الذي يجب الأمر به، واهمّ المنكرات الفاشية، التي يجب
إنكارها، وعدم السكوت عنها، وعدَد منها: الجهل بما يبب دئه تعا! ى من
الصفات، والخوض في موضوع القضاء والقدر، والتشاؤم بالزمان وا ا! كان،
وتعليق التمائم، والاستهزاء بطاعةِ من الطاعات، وتكفير المسلمين بالتوسّل،
والطعن بسلف هذه الأفة الصالح، والخروج على فقه الأئمّة الأربعة، وترك
الحكم بما أنزل الله تعالى، والتعامل بالربا، وشيوع الخمر والميسر واليانصيب،
وتبزج النساء وسفورهنّ، وما يقود إليه من الزنى، والعزف على آلات الطرب
والغناء المحزم، وتقليد الأجانب، دماهمال الرجال! رعتتهم من النساء
والأولاد، والجهل بأحكام العبادات.
ثمّ اتّبع أسلوب الإمام الغزاليّ رحمه الله تعالى في إحياء علوم الدين (1)،
إذ عذَد منكرات المساجد، والأسواق، والشوارع، والضيافة، والحمّامات
العافة، وهي لا تزال! قائمة في عدد من بلاد الشام.
ثئم ذكر مُثلاَ عليا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي مواقف من
حياة السلف الصالح، وما كانوا عليه من عزيمبما راسِخة، تستنهض همم الدعاةِ
إلى الله تعالى في كل عصر وجيل للقيام بفريضة الأمر بالمعروف والهي عن
المنكر.
ثمّ ختم كتابه بكلمة افي (هجر العصاة إذا لم يستجيبوا للأمر والنهي)،
فقال: "وهي وسيلة تأتي بعد محاولة النصح، والتودّد والتحبّب، والإكرام
والتلطف، فإذا لم يستجب العاصي لأمر الله فماذا على المسلمين أن يغضبوا للّه،
ويهجروا في الله؟! ".
(1)
انظر: إحياء علوم الدين، للإمام الغزالي: 3/ 335.
6 4 1