كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

وكان رحمه الله يحرص على اللغة الفصحى دون تكلّف، ويوصي
باستعمالها في الكلام العادي والمخاطبات، والبعد عن العامية، وبخاصة
السوقية منها، التي غزتها الكلمات الأعجمية.
وقد نشّأ أبناءه وبناته على ذلك، وحارب فيهم اية كلمة، تسبق إلى
ألسنتهم بحكم المخالطة، والتأثّر بكلام الناس.
وقد جمع في كتيّبه الذي أسماه: (اخطاء لغوية شائعة، وتصويباتها)
خمس مئة كلمة شائعة وتصويباتها، وبنا 5 على قول: " لا تقل: كذا. . . وقل:
كذا "، يعرض الخطأ والصواب.
وكان عندم! يتكلَم في القواعد أو الإعراب، يتكلَّم عن بديهة حاضرة،
وبأسلوب تعليمي جذاب.
وكان يشحذ همم تلامذته في مجالس القراَن في المسجد بعد الفجر في
رمضان المبارك، بأسئلة عن الإعراب ويناقشهم فيها، ويذكر وجوه إعراب
بعض الكلمات، وتنوّع المعاني تبعاً لذلك، ويفرر بعض القواعد، مما قطفنا من
ورا ئه فوائد علمية كبيرة.
وكان يجيد اللغة الفرنسية، يتقنها قراءةً وفهماً ومحادثةً، ويحثّ إخوانه
على الاهتمام باللغة الأجنبية لحاجة الدعوة إلى الإسلام إليها.
ومما اهتم به من العلوم علم النفس التربوي: فقد كان عَلَماً على
شخصيته، معلماً وموجّها، وداعياً ومذكّراً، وربّ أسرة مربّياً.
وبعد اتجاهه الوجهة الدينية الدعوية؟ كان له اهتمام بكلّ العلوم الشرعة
العملية: من التوحيد والتفسير، والفقه والحديث، والسيره والتراجم،
والأخلاق والتصؤف الشرعي، ويمكن أن يلحظ ذلك كل دارس لاَثار الشيخ
ومؤلَّفاته.
على ان الأمر الممئز للشيخ أحمد على كثير من أقرانه، هو القدرة الفائقة
15

الصفحة 15