هي في حقيقتهما، وانحياز الناس إلى هذا الجانب أو ذاك، وأنّ مصطلحي
الهدى والضلال فيهما وصفٌ لحال الإنسان، وانعكاسات الحقّ أو الباطل في
نفسه، والجانب الإلهيئ في ذلك، ا لذي يتمثل في توفيق الله للمهتد ين، و زيا دتهم
هدًى، وخذلان الضالين المنحرفين، وإ مد ادهم في الضلالة وا لغواية.
وقد بئن الشيخ في مقدمة هذه الرسالة سبب تأليفه لها فقال: "اهتدى
المسلمون الأؤلون إلى ديْن الله، ودعوا إليه، وحملوا لواءه، فأنقذوا العالم،
وأخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، ومق عبادة الخلق إلى عبادة الخالق،
وعاشوا ينعمون في ظلال العقيدة الإسلامثة الصحيحة، وعبادات الإسلام
الهادية، وعدالته الشاملة، واخلاقه الرفيعة. .
ولم يزالوا كذلك حتى طال عليهم الامد، فقست قلوبهم، وتنكبوا طريق
الهدى، وسلكوا مسالِكَ الردى، وعادوا يتخئطون في فيافي الأهواء، وضلال
الاَراء في حيرة وقلق، واضطراب وشقاء. .
ولن يزالوا كذلك، حتى يثوبوا إ لى الرشد، ويهتدوا إ لى ا لصراط المستقيم،
ومحخة الإسلام البيضاء. . وإن العالم اليوم لينقصه جيل إسلاميّ بحقّ، يحمل
لواء الحق، ويعمل بهدي الإسلام الحنيف، ويدعو إليه بالقَول والعمل.
من اجل هذا جمعتُ في هذه الرسالة ما يعرّف بالهدى، ويوضح معالم
الطريق إليه، ويرغب فيه، ويحذّر من الضلال وسوء عاقبته، سائلاًاللّه تعالى أن
يهدي بها ا! لعباد إلى سبيل رضاه، ويلهمهم الرشاد والهدى والسداد، إنّه سصخ
5 1 - ا لعشر المهلكات.
المقاس صغير (2 1 ك! 17)، وعدد الصفحات (4 2 2).
وقد عدَد هذه العشر في اؤل الرسالة، ثمّ تحدث فيها عن الاولى والثانية
(1)
انظر مفدمة رسالة (الهدى والضلال).
6 15