كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

وقد راينا من خلال هذه الدراسة: كيف أنَ شخصيّة الشيخ رحمه اللّه قد-
تجلَت في منهجه الدعوى والتربوقي، ثئم تجقَت بقوة في كتاباته، التي لم يدفعه
إلى تسطيرها ومعالجة موضوعاتها إلا الشعور بحاجة الأمّة الملحّة لها،
والاجتهاد في نصحها وتذكيرها. .
هاذا كانت الحياةُ تموجُ بالحركةِ الفكريّة والعمليّة، وهي متجدّدة
متطورة، فإنَ جزءاً لا يتجزّا من مهفة العلماء والدعاة إلى اللّه تعالى والمربّين أن
يوائموا بين حركة الحياة المتجددة المتطورة وبين منهج الإسلام وهديه، ولن
يتأتّى لهم ذلك إلأ بالتجديد في اساليب الدعوة ووسائلها، وفي عرض مباد! ئى
الإسلام وقيَمه، هاعادة صياغة التراث الفكرفي والفقهيئ ليلبّي حاجات الناس
واهتماماتهم، ويسد الفجوة النفسية والفراغَ الفكريّ بين جيل واَخر. .
وبعد؟ ف! ن ما وفق الله تبارك وتعالى من كتابة سيرة هذا العلم الرئانيئ، من
أعلام الدعوة والتربية في بلاد الشام حول سيرته الشخصيّة، ومؤلّفاته واَثاره.
حقاً لقد سعدتُ بصحبته في حياته. . ولا أدكَ على هذه السعاد 5 من أنني
لا ازالُ اعيشُ في بحبوحتها الغامرة إلى يومي هذا. . ولا ازال أترنّم بذكرياتها
العبقة، وقد مضى عليها ما يزيد عن ثلاثين عاماً. .
ثئم سُعدتُ بصحبته يومَ جلستُ أكتبُ عنه، فتجددت في نفسي ذكرياتٌ
عزيزة تعبق بالروحانئة الفئاضة، وتج! دت امام ناظريّ حياة مليئة بالصد 9ت
والإخلاص، والجد والعطاء. .
لمانني لأنظر إلى تلك المدة التي قفميتها في صحبته فأجدها في نظر كثير
من الناس مدة ليست بطويلة - تسع سنين - ولكنني أنظرُ إلى عطائها وتأثيرها فلا
اكاد اصدق صحة حسابي لها. . فأعيد التفكير في عددها لأجدها مرّة أخرى
تسع سنين. . كانت مترعةً في مواقفها، ثريةً في عطائها. .
لماذا كانت قيمةُ الزمن تحددها قيمة الأحداث والمواقف التي تقكع فيه،
172

الصفحة 172