كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

الحياني، وكان خطاطاً ماهراً، ولما تئم له ذلك التفت إلى دراسة العلوم الدينية،
وتلقيها من فحول العلماء، فقرا على اخيه الشيخ حمادة البيانوني مبادئ العلوم
الدينية بأنواعها، كعلم سالتوحيد والنحو والصرف، والتصوف والفقه، واستفاد
منه كثيراً، وقرأ علم التفسير على العالم العامل الشيخ مصطفى الهلالي الشهير
بالدرعزاني، كما قرا عليه ايضاً علم المنطق، وشيئاً من النحو والإعراب.
وحضر على مدرس المدرسة العثمانية الشيخ حسين الكردي، الذي كان
يوصف بأنه مجتهد في العلوم العقلية، فقرأ عليه علم التفسير والتوحيد، وال! طق
والصرف، وعلم النحو وعلوم البلاغة، وباقي علوم الاَلة، ولزم حلقة العلاهة
الكبير الشيخ بشير الغزي رحمه الله تعالى، فقرأ عليه علم الحديث، كما قرأ عليه
شرحه للجزرية، كما قرأ عليه علوم الأدب والبلاغة.
واتئمَ دراسته في علم النحو على العلأمة الورع الزاهد الشيخ أحمد
المكتبي، فقرأ عليه شرح ألفية ابن مالك، وحاشيتها للخضرقي، كما قرأ عليه
حاشية العلآمة العطار على شرح الأزهرية.
- وقرآ علم الفقه اولاً على اخيه الشيخ حمادة، ثم لزم العلامة الشيخ
سعيد السنكري، فقرا عليه حاشية الشيخ إبراهيم الباجوري، ثم قرأ عليه شطراً
من حاشية العلامة البجيرمي على شرج المنهج للخطيب في الفقه الشافعي،
وقرا على العالم الفقيه الشيخ احمد البدوي الجميلي، الذي كان أستاذاً في
المدرسة الشعبانية.
- اجتهاده وذكاؤه، وثناء أساتذثه عليه: كل مَن اجتمع بالشيخ عيسى
وسمع كلامه في وعظه دهارشاد 5، أو نصائحه وخطبه علم يقيناً أنه على جانب
عظيم من الذكاء وتوفد الذهن، ولقد كان يرحمه الله مبرزاً بين اقرانه في الفهم
عن الشيوخ، وكانوا يسألون رفاقه اولاً عن المغلق من العبارات، فإذا عجز رفاقه
عن الجواب، وخهوا السؤال إليه، فكان يحل المشكل بأحسن جواب. ونال
بهذه المزية الفذة غاية الرضا من شيوخه، وصار موضعثنائهم دهاعجابهم، يقول
18

الصفحة 18