كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

عنه بعض أقرانه: إنه لو لم ينصرفْ إلى الاشتغال بالتصوّف لكان من الفقهاء
المبرزين الذين يشار إليهم بالبنان، وقال بعضهم: " لو بقي الشيخ عيسى مشتغلأ
بالفقه، لكان مرخحاً في المذهب الشافعي ".
واخذ الشيخ عيسى عن علماء دمشق، وبخاصة شيخ علمائها المحدّث
الشيخ بدر الدين الحسني، وأخذ عنه جهابذة علماء حلب، وفي كمقدّمتيم
شيخنا العلاّمة المحقّق عبد الفتاح ابو غدة، وحصل له إقبال من الخاص
والعام، وكان صحيج المذهب، حسن الصدر، حلو النصائج، كثير التسبخ
والتحميد والتكبير والتهليل، من أهل الذكاء واليقظة، والنباهة والمعرفة،
والصلابة في الحق، والفضل الواسمع، والتواضمع الجمّ.
- وظائفه العلمية: دخل الشيخ عيسى في مسإبقة علمية للتدريس في بلدة
(المَعَرّة) فحاز فيها الدرجة الأولى، وبقي فيها ست سنوات، ثم عاد إلى حلب،
وتقلّد خطابة جامع المدرسة العثمإنية، وعُيهن مدرساً للأخلاق في المدرسة
الخسروية: (الثانوية الشرعية بحلب)، فكان خيرَ استاذٍ في بثّ الاخلاق الطيبة
علمأ وعملاً.
ولما زار الشيخ العلامة المحدّث بدر الدين الحسني الدمشقي رحمه اللّه
بلدة حلب، وراى من الشيخ الإخلاص في الوعظ، والتأثير في القلوب، طلب
من مدير اوقاف حلب أن يعيّنه مدرّساً للنساء، فكان لهنّ خير إفادة وأبلغ
موعظة.
- اتقانه التصوف واشتغاله به: وقد حُبّبَ إليه التصؤف منذ شدا بالعلم،
فانتسب إلى بعض الطرق، واخذه! عن شيوخها من العلماء العاملين الصالحين
كالشيخ مصطفى الهلالي الشهير بالدرعزاني، والشيخ محمد خير اللّه، والشيخ
محمد أبو خالد الدمشقي الرشيدي، ثم أخذ الطريقة النقشبندية عن العالم
الفاضل الشيخ محمد أبي النصر خلف الحمصي ولزمه حتى توفي رحمه الله
تعالى.
19

الصفحة 19