ولم يلبث أن بلغه ان المقاومة فد انتهت في دمشق، فتفزقت الجموع وما تمّ
لها شرف الجهاد، ولما استتب الأمر للفرنسيين في البلاد، سعى بعض الوشاة
فأبلغوا الجنرال! (غورو) بما صنع، فكان جوابه في حنكته السياسية أن قال!: "إنَّ
هذا الأستاذ يُشكر على عمله، لأنه قام بواجب الدفاع عن وطنه " (1).
وكما كان الأمر بالمعروف يأخذ ذاك الطور من الشذة والجهاد حينأ، فقد
كان ينزع إلى ضرب من السعي الخيري، والاهتمام بفقراء المدينهَ المنورة
جيران رسول! الله!، فقد كان الشيخ عيسى يجمع المال! من المسلمين كل عام ط
ويرسله مع جماعة من أمناء الحج ليوزغ على فقراء المدينة المنوّرة، وقد جعل
ذلك ديدنه، حتى إنه قبيل انتقاله إلى جوار ربه اعطى ما معه من أمانات مجبية
لهذه الغاية لتوزغَ على الفقراء ولحق بالرفيق الأعلى، كل هذا يضاف إ لى تدريسه
الأخلاق في المدرسة الخسروية، ودروسه العامة في المساجد (2).
ثانبأ: التعريف بالداعية الرباني الشيخ محمد أبو النصر خلف الحمصي
1292 - 1368 هـ:
هو الإمام الشهير، العالم العامل، والداعية الرباني، شيخ
العلماء، وأسوة الدعاة الأتقياء، واحد كبار الدعاة في بلاد الشام ومرشديهم،
الذي كانت الدعوة إلى الله تعالى شغله الشاغل، وعمله الدائب، فلم يهدأ عن
الدعوة إلى الله في البلدان والأرياف، والبادية والحاضرة، واهتدى على يديه
عشرات الألوف، وتاب إلى الله تعالى بتأثيره ودعوِ ته خلق لا يحصون عدّاً،
وتحولوا من حال إ لى حال!، وذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء.
- نسبه واسرته: هو الشيخ محمد ابو النصر بن الشيخ محمد سليم
الحمصي بن خلف بن الجندفي الحسينيئ الشافعيّ، الإمام المرشد العلأَمة ابن
(1)
(2)
ينظر كلام الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري في مقدمة (ديوان فغ المجيب في
مدح الحبيب) للمترجم له بتصرّف واختصار.
المرجع السابق باختصار.
22