التفسير والحديث والفقه والسيرة، وقد رأينا تعليقاتهما على بعض تلك الكتب،،
وم! وشوا به حواشيهما من نفائس الفوائد، وغرر التحقيقات والتصحيحات
العلمية الدقيقة.
رحلاته واسفاره:
لقد كانت الرحلة الحبيبة إلى قلب الشيخ كل عام هي رحلة الحجّ
والعمرة، كان يراها استجمامأ لروحه، وغذاءً لقلبه، ومغنماً لا يعدله شيء. كأ
مغانم الدنيا وبهارجها، يقول في بعض قصائده:
ارضَ الحجازِ فدتْكِ نفسي إئني إذ ما ذكرتِ تحزكتْ أشجاني
لفا وطئتُ ثرى الحجازِ تعلَقتْ روحي به ماذ! هناك عَرَاني.؟
فإذا نزحتُ بكيتُ مِنْ ألمِ النوى متماديأ، وجفا الكرى أجفاني
إني اُكابِدُ في الفؤادِ صبابةً يفنى الزمانُ وما هوايَ بفاني
يا كعبةً ولهي بها هدَ القُوى والبعدُ عن جنباتها أضناني
فمتى اُراني طائفاً متمتعاً متعفَقاً بالشَتْرِ والأركانِ؟ (1)
وكإن يسمع لومإً وعتبأ من بعض الناس، لما يرون من شدّة تعلّق قلبه بهذ5
الرحلة المباركة، فيقول: "وهل هناك آقل من ذلك؟ في السنة كفها نذهب مرّة
واحدة؟! اذا كان الإنسان مريضاً يذهب للتداوي لا أحد يلومه أو يعتب عليه،
وأنا أذهب منداوياً!.
وكانت هذه السفرة المباركة، التي يحرص عليها كل الحرص، سبيلاً
للقائه بالعلماء والدعاة إلى الله تعالى، الذين يحضرون موسم الحجّ من شتى
أرجاء العالم الإسلامي، فيكون الحوار معهم، والتعرّف على اوضاع المسلمين
في العالم.
وقد سمعنا منه الكثير عن لقاءاته في تلك الأسفار، وعن مشاهداته، وم!
(1) انطر: مجموعة العبادات، للشيخ أحمد رحمه الله، ص 278 - 4 28.
29