كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

جرى معه من مواقف في التذكير للناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
فهذا السفر المبارك في حفيقته يغني عن اسفإر، ويسد مسدّ التنقّل في البلاد
وكثرة الترحال.
- وقد كان الشبخ مولعاً بفطرته بالسياحة، وحث الخروج عن صخب
المدينة، والخلوة المؤنسة بالئه تعالى تفكرأ وذكرأ، وتفرّغاً للعلم، وتربية
للأسرة، واعتناءَ بها، فكان يخرجُ إلى جبل الأرب! ن في الصحيف (1)، فيقضي
اكثر اشهر الصيف مع أسرته، وينزل كل اسبوع إلى (حلب) لخطبة الجمعة،
وقضاء بعض المصالح، فحظيت بذلك اسرته من تربيته وعنايته الشيء الكثير،
ولكنه عندما فتحت عليه الدعوة ابوابها، وعظمت مسؤولياته الدعوية في رعاية
الشباب، والإشراف على برامجهم العلمية والتربوية، انقطع عن هذا المصيف،
وشغل بمختمات الشباب التربوية، التي كان يقيمها سنوياً، ويشرف عليها
بنمسه.
مرضه ووصيته ووفاته، وجنازته ودفنه:
إنَ كل مَن كان يعرف الثيخ عن كثب من إخوانه ومحبّيه، ويرى ما كان
يتمتع به من حيوية ونشاط وهفة وفتوّة، يتصؤَر أنه يعيش عمراً مديداً، وأنَّ حط
الأمة في مثله مذخور وافر، ولكنّ الأعمار المقدَرة لا تقف دونها صحّة أو فتؤة،
أو شباب وقوة.
وفي لقاء من اللقاءات مع الثيخ بعد الفجر، في أواخر جمادى الأولى! ن
عام 1395 هـ، بدت على وجه الثيخ مظاهر الوهن، فشكى ما يحسّ من آلام
منذ أيام، فاختصرنا لقاءنا، ثم التقينا 5 بعد ذلك، فحدَثنا أنه زار بعض الأط، ء
الذين يثق بهم، وحذَثهم بشكواه، فوصفوا له بعض العلاجات والمسكنات، ثم
ازدادت شكوى الثيخ، حتى أقعدته اَلامه عن القيام بالخطابة والتدرير
واللقاءات مع إخوانه، وتوقف كذلك عن النشاطات العامة التي كان يقوم بها،
(1)
وهو مصيف قريب من مدينة (حلب).
30

الصفحة 30