ومع بداية شهر ذي الحجة من عام 395 ا هـ، بدت حإلة الشيخ الصحب"
توحي بقرب المنئة، فضعف الجسم يزداد، والاَلام تتضاعف، والقو 5 على
الحركة لم تبقَ منها إلا ذبالة، ولكن السمع والبصر، والعقل والفؤاد، كل ذلك
كان بقوته وسلامته.
وجإء يوم الجمعة السابع عشر من ذي الحجة من عام 395 ا هـ، وصلّى
الشيخ صلاة الفجر في فراشه، ثم اضطجع ونام قليلاً، ثم استيقط ضحًى
وجلس، ثم جإءته حإلة غريبة، فوقف أهله وأولاد 5 الحاضرون مذهولين، ا ذ
انبعثت من داخل جوفه كلمة: " الله "، بصوت قوي مسموع، وكان صوته مختفياً
مدة مرضه، لا تسمع منه إلا همساً خفيفاً، فما زال يكرر هذ 5 الكلمة العظيص4
الجليلة، بمثل هذا الصوت، ويتحرك بها صدره بقوة، أكثر من نصف ساعة، ئم
انقطع صوته فجأة، وسكنت أ طرافه، وفإضت روحه إ لى بارئها.
فسارع أحد أولاده إلى استدعاء الطبيب، فعلم الطبيب من أؤل نظرة، آقَ
الروح فإضت إلى بارئها، فأقبل على أولاده يواسيهم ويعريهم، ويض! ف من
مصابهم، وطار الخبر، وبلغ إخوان الشيخ وأحبابَه، فكان وقع المصيبة عظيماً.
وازدحم المحئون في جإمع ابي ذر، صباح يوم السبت، تبدو ع!!
وجوههم لوعة الحزن والأسى، لقد كانوا يشعرون ان ففد آبا ئهم وأمهاتهم أخف
وأهون من هذا الرزء الفادح، والخطب الأجلّ. . وغصّ المسجد بالوافدين،
وسُجي الشيخ بعد تغسيله في مجلس المكتبة: (الليوان) (1)، ودخل إخوانه
(1)
أخرى من وصاياه رحمه الله.
وهو مجلس كبير له في النفس ذكريات عبفة، إذ طالما شهد لقاءات الثيخ
لإخوانه، وطالما عقدت فيه مجال! العلماء، الذين كانوا يجتمعون بين الحين
والاَخر مع الثيخ رحمه الله تعالى، ليتدارسوا أوضاع الأمة، والمشكلات
الاجتماعية الطارئة، ويصدروا عن رأي واحد، وهو المجلس الذي شهد
الإحياءات في مختلف المناسبات.
32