وهو في مرض وفاته، فكان مجموع أولاده الذين توفي عنهم ثلاثة عشر.
وقد اعتنى الشيخ بتربية أولاده عنايةً كبيرة؟ فحرص على توجيه الذكور
إلى طلب العلم الشرعيئ، ليكونوا علماء دعاة إلى دين اللّه، فنسبهم إلى الثانوية
الشرعية بعد المرحلة الابتدائية وكان يسمع من بعض الناس عتباً في ذلك:
"لماذا كل الأولاد تريد أن تخرّجهم مشايخ؟ إ" فكان يجيب بقوله: "إنَّ كلَّ
صاحبِ مهنةٍ شريفةٍ، رفيعةِ القدر بين الناس، يعتز بمهنته، ويريد أن يكونَ أو لاده
مثلَه، فالطبيبُ يريد لأولاده آن بكونوا أطبماء، والمهندس يريد لأولاده أن يكونوا
مهندسين، فلماذا لا يريدُ طالبُ العلم لاولاده أن يكونوا مثله؟! وإذا لم يكن
آولاد المشايخ مشايخ، فمَن يتوخه الى طلب العلم الشرعي؟! ومَن أحق بذلك
منهم؟! ثئم ما آحوج الأمة إلى طلأَب العلم، الدعاة إلى دين الله تعالى على
بصيرة، ونحن نرى العلم الشرعبئ يقل بين الناس، والجهل يفشو يوماً بعد يوم! "
واما بناته: فقد صرف الشيخ جزءاً كبيراً من وقته لرعاية بناته
وتعليمهن، فنالت ابنته الكبرى من ذلك قدراَ كبيراً من عنايته، حتى أصبحت
داعية للنساء، وواعظة مؤثرة، فكانت تنوب عن والدتها في إقامة الدرس
الأسبوعيّ للنساء، وقد اهتدى على يديها بفضل ال! ه تعالى كثيرات، وا (تزمن
الحجاب الشرعيئ، وحافظن على فرائضهنّ وواجباتهنّ.
وحرص رحمه ال! ه على اختيار الأزواج الصالحين لهن، وكان يؤثر طالب
العلم على من سواه، فزؤج أكثرهنّ لطلأب علم، لا يملكون شيئاً من متاع
الدنيا، فأحيا بذلك سيرة السلف الصالح، وقدم النموذج العمليّ من نفسه،
ليكون للمتقبن إماماَ.
وآما ابرز تلاميذ الشييخ رحمه الله: فمثل هذا الأمر يعسر فيه الإحاطة
والاستقصاء، لأن الذين تاثروا بالشيخ في مختلف مراحل عمله التعليميئ
والدينيئ والدعوفي، ويعدّون أنفسهم من تلامذثه لا يحصيهم عدّ، ولا شجمعهم
ذاكرة، وبخاضة في مرحلة عمل الشيخ في الثانوية الشرعية، التي هي مورد
طلاب العلام ومنبتهم، ومعقل العلماء وحصنهم، وحسبُ الشيخ فضلأ وذكراً
34