كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

لمصلحتهم، كما يغار الوالد على أولاد 5" (1).
2 1 - شهادة ا لأستاذ الفاضل احمد كرزون حفظه الله ورعاه:
"كان الشيخ احمد البيانوني رحمه الله يتّصف بالتواضع، فكان يختلط
بالناس، ويأتي إليهم في اسواقهم ومتاجرهم، ويشتري حاجاته بنفسه، يمشي،
وحده دون مرافقين له، ودون ان يستعين بأولاده الشباب، أو أحد محبّيه
وتلامذته، فيسفم على الناس، ويرحب بهم ببشاشة، ويذكّرهم ويعظهم،
ويسأل عن أوضاعهم ويعالج مشكلاتهم ".
" درس عندي في الثانوية العلمئة التي كنتُ صاحبها ومديرها، فكان بحقّ
مدرّسأ ناجحأ في أسلوبه وضبطه، ومحبّة الطلاب له، وحرصهم على حضور
دروسه، وكان يبذل قصارى جهد 5 في عمليّة التدري!، ويجمع معها الإرشاد
والتوجيه بما يأتي من شواهد ونصوص يقرّرها على الطلاّب، وبما يوزعّ على
الطلاب من كتب هادفة من مكتبة الثانويّة لتلخيصها كواجب للتعبير، مما حصان له
الأثر الكبير في حُسن توجيههم ورعايتهم ".
"وقد أكرمني الله بصحبة الشيخ في سفر الحجّ، وكانت معه زوجته
وابنته، فكنتُ معجبأ بالأدب الإسلاميّ الرفيع، وخلق الحياء الفاضل الذي
تمتزت به أهله، إذ لم نسمع منهنّ صوتاًاو كلمة خلال هذه الرحلة المباركة
بطولها، وكن يلتزمن بحجابهنّ المتمئز الساتر لجميع ا طراف البدن، حتى خلا (ط
فتراب الاستراحة للصلاة أو الطعام، مما يعطي المثل الرائع عن العلماء والدعاة
عما ينبغي ان يكونوا من التربية الأسريّة السليمة، والتطبيق الأمثل لاَداب سرعنا
اكمل. . . وخلال تدريسه لنا لمناسك الحبئ اشار إلينا بلطف ولباقة،
وبأسلوبه الفريد في الوعظ والتذكير ان نصطحب معنا هديّة مناسبة، يُسرُ بها من
(1)
باختصار من مقابلة خاصة مع الشيخ طاهر خير الله رحمه الله في بيته في المدينة
المنورة، قبل وفاته بسنتين.
40

الصفحة 40