كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

المبحث الثاني
نشاطاته او حياته العَمَليَّة
وميادينها التعليمية والدعوية والاجتماعية
هيّأ اللهُ للشيخ أحمد رحمه الله في التعليم ميداناً رحباً، فعمل في بيئالت،
متعددة، ومجالات متنوعة، فعُتن في الريف مدة ثماني سنوات، ثم عمل في
المدينة مدة تقاربها في إدارة الثانوية الشرعية بحلب، ثم انتدب إلى العمل في
المعهد العربي الإسلامي - وهو من المدارس الأهلية الخاصة - ثم قضى
متفزقات حياته التعليمية بين عدة إعداديات وثانويات في حلب إلى أن طلب
الإحالة على التقاعد عام 1968 م، حرصاَ منه على التفرّغ لشؤون الدعوة،
ورعاية إخوانه وتوجيههم.
ولئن كان سببَ تنقلاته من مدرسة إلى أخرى كيدُ بعض أعداء الإسلام له
أحياناَ فقد كان فيها نفعٌ كبير، وخيرٌ عميم، ورُبَّ ضازة نافعة، والمؤمن كالغيث
حيثما وقع نفع.
كما أن الشيخ رحمه الله لم يقتصر عمله على مجال واحد من مجالات
التعليم، وهو التعلم المدرسي الذي تأهل له بحكم دراسته، وإنما عمل في
ميدان اجتماعي ارحب واطلق، يتصل فيه بفئات المجتمع كلها، ويلتقيها
ويخاطبها، ألا وهو التعليم الديني في ميدان الخطابة والإمامة.
ثم دخلت حياته رحمه الله في طور جديد، عندما دخل مرحلة: العمل
الدعوي والتربية الدعوية، فانطلق في تأسيس الجماعة، على المنهج ا ارزي اَه ش
به، وعاش حياته داعياَ إليه.
44

الصفحة 44