1 - نشاطه التعليمني:
تخرَج الشيخ رحمه الله في دار المعلمين عام 931 أم، وكان النظام
يفرض أن يخدم المعقم الجديد في الريف سنتين قبل أن يحدّد موقع عمله في
مدينته، فقضى في الريف ثماني سنوات كاملة، متنفّلاً من مدرسة إلى أخرى،
وكان الشيخ يعد هذه المدة المديدة من نِعَمِ الله عليه، إذ هئأ له هذه العزلة عن
المدينة وجوّها، ليوجّه قلبه إلى ما أراد به من الخير، وليتيح له مرحلة الوين
العلمي الشرعي (1).
ثم انتقل بعد ثماني سنوات من العمل في الريف، إلى التدريس في مدينة
حلب، ولمع نجمه مدرّساً ناجحأ، فنقل من ملاك التعليم الابتدائي إلر! التعليم
الثانوي، فعمل في عدة إعداديات وثانويات، وكان تأثيره واضحاً في نفوس
طلابه كم! كانت حظوته عالية لدى مدراء المدارس التي عمل فيها، تسند إليه
المهمات الإدارية التي تحتاج إلى الكفاية والخبرة، ويرجع إليه الإداريون في
المشورة، وحلّ المشكلات.
وكانت شخصيته المحببة تفرض احترامه وتقديره حتى في قلوب مخالفيه،
وبعد عودة الشيخ من الريف بثلاث سنوات اي في عام 363 أهالموافق
943 ام توفي والده الشيخ عيسى، فعظم مصاب الشيخ به فاتّجه بهمّته إلى
الشيخ محمد أبي النصر، وحرص على ملازمته والانتفاع بصحبته إلى أن توفي
الشيخ محمد أبو النصر عام 368 ا هالموافق 948 1 م.
- وفي مجال التعليم المدرسي: شارك الشيخ في وضع مناهج التربية
الإسلامية وتاليفها، لعدة مستويات في المرحلة الابتدائية، مع بعض الأساتذة،
وقد امتازت تلك المؤلَّفات بالوضوج واعتماد الأسلوب التربوي المعاصر،
الذي يمرّب المادة العلمية من الطلاَّب ويحبّبها.
(1) كما في رسالته: (مراحل حيإتي بقلمي).
45