ما كتبه عنه، يقول! رحمه الله: "كانت الثانوية الشرعية قبل أن يعمل فيها أخونا
الشيخ أحمد رحمه اللّه، مسرحأ للاضطرابات والفوضى، والتسيّب والاهمال،
وغياب المسؤولية الأمينة الواعية. . لقد عاش أكثر الطلاب فيها، وهم طلاب
العلم الشرعي، وحملة امانة العلم والدعوة في وإقع مغلق محدود، وجهل تاتم
بما وراء المدرسة وما يعيشُه الناس في المجتمع.
وكانت الحصص الدراسئة لا تتصف بالنظام المدرسي السليم والانضباط
الإدارفي المقبول!، مما يعطي صورةً غيرَ حسنةٍ عن المدرسة وأسا تذتها وطلابها،
وبخاصة إذا ما قورنت بمدارس وزارة المعارف آنذاك. . وكانت علاقة الطلاب
بالإدارة بالغة السوء، يرون الإدارة حاكماً مستبداً، يسعى لشرّهم والإضىهار
بهم، لا لتحقيق مصالحهم، وا لإحسان إليهم، فكانت المدرسة تشهد بين انحين
والاَخر إساءات من الطلاب لبعض المسؤولين، تصل إلى الضرب والجرخ
والإهانة.
ولقد كان الشيخ أحمد رحمه الله خير عونِ لإصلاحِ هذه الجوانب كلّها،
وكان عمله في الإدارة ميدان اختبار دقيق لشخصيطّ الإدارية، وحنكته وذكائه،
وحكمته وبُعد نظره، ولقد كان نجاحُه في ذلك كفه منقطع النظير، وفوق ما
يتصوّر أي إنسان او يطمج.
والسرّ في هذا النجاح - والكلام كله للشيخ طاهر رحمه الله تعالى - ما كان
يتمتعّ به الشيخ أحمد من إخلاص في عمله، وتجرّد عن حظوظ نفسه، وهمّة
عالية في ضبط الأمور ومتابعتها، وأنا أشهد أني ما لحظت عليه يوماً من الأيام
ذزة من غرضٍ شخصيئ، أو حط نفسيئ، أو تذكير بأمر ليس من مرضاة الله تعالى،
لقد كان الشيخ قوئأ أميناً في تحفل المسؤولية والنهوض بأعبائها.
لقد عرف الطلاب عنه الحزم والعزم في تطبيق النظام ومتابعته، فأحبوا
الشيخ أحمد من قلوبهم، واستجابوا لشدّته، وتطبعوا بالنظام الذي أرإد لهم أن
يلتزموا به، حتى أدركوا من صميم قلوبهم، انه يغار عليهم، كما يغار الوالد على
أولاده، ويحدب عليهم. . . ".
47