كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

وعلاجاً لما رأى الشيخ احمد من جهل الطلاب بالمجتمع المحيط بهم،
فقد اقترح الشيخ طاهر أن ينطموا رحلات تربوية للطلآب يتحقّق من ورائها عدّة
اهداف، يقول الشيخ طاهر:
" فوافق اقتراحه رغبة في نفسي، فنظَمنا رحلتين كبيرتين: الاولى: إلى
حفاماب الحمّة، والثانية: في السنة التالية إلى بيت المقدس، لزيارة المسجد
الأقصى، وآتت كلتا الرحلتين ثمراتها التربوية الطيبة في نفوس الطلاب،
ووثقت علاقتهم بالإدارة، وادت إ لى حسن تجاوبهم معها.
ومن آثار عمل الشيخ في الثانوية الشرعية سعيه لإدخال المختبر إليها،
وقد لقي في ذلك معارضة لا يُستهان بها، ولكنه صبر وعالج الامر بالحكمة،
حتى تئم له ما يريد.
وقد مارس تدريس اللغة العربية، اثناء عمله في ال!! ارة، فكان خير
مدرّس لطلابه.
ومما امتاز به عمله رحمه الله؟ دقّة رقابته الأخلاقية على الطلاب،
ورعايته لهم، ومعالجة تقصير المفضر منهم بأحسن أسلوب، وأنجح علا!،
وكل ذلك لم يكن بحكم عمله الإداري المجرّد، بل من منطلق التوجيه الدعوي،
والإعداد التربوي المناسب، ليكونوا امناء على هذا الدين، وحملة لمش! ل
العلم والدعوة.
وقد وصل الشيخ بضبطه لطلاب المدرسة وتطبيعهم على الطاعة والنظام،
أنه كان يقف وقت الصلاة في ساحة المدرسة ناظراً إلى حركة الطلاب، فلا ترى
أحداً منهم إلا وهو يسرع إلى المسجد عند الأذان، ولا يكاد يتخلّف طالب عق
إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام.
وكان كذلك يقف صباحاً عند ابتداء الدوام، فلا يتساهل بعد قرع الجرس،
ودخول الطلاب إلى الفصول، مع افي طالب يتأخر، ولو دقيقة واحدة، وكان
يقول للطالب المتأخر وهو يحاسبه: "لماذا تأخرت خمس دقائق - مثلاً، ولم
تبكر نصف ساعة؟! ".
48

الصفحة 48