كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمدُ لله رب العالمين، الذي جعل من حياة السلف منارات هدى
للخَلَف، وعِبَراً لأوليم الألباب، وأمر بالتأسّي بها والاقتداء، فقال عزّ من قائل:
" أُوْلَ! كَ اَلَذِيئَ هَدَى اَلئَهُ فَيهُدَلهُمُ أ! دِيه " أ الأ نعام: 0 9).
والصلاةُ والسلامُ على مَنْ كانت سيرته العطرة، وشمائله البهئة النضرة،
منهاجاً للداعين إلى الله، ورياضاً للصالحين، واسوة لهلمتقين إلى يوم الدين.
وبعد؟ فما أحوج الأفة إلى الدعاة الزبانيين، والائْمّة المهدئين، و إنَّ
حاجتها إليهم واللهِ لهيَ أشدُ من الحاجة إلى الطعام والشراب، والكساء
والدواء، فضلاً عفا دون ذلك. .
ويتصل بهذ 5 الحاجة المؤكدة: الحاجة إلى كتابة سير الأئمة الربانيين،
والدعاة المهديين، وجمع أخبارهم، وتسطير مناقبهم، وهذا ما درج عليه
العلماء خَلَفاً عن سَلَف، وكان لهذه الافة مفخرة تباهي بها سائر الأمم.
وقد كان للأستاذ الفاضل محمد علي دولة المشرف على مطبوعات دار
القلم جهد طيّب مشكور في تعريف الجيل المعاصر بعلماء الامّة ودعاتها،
فأصدر سلسلة: (اعلام المسلمين) وقد جمعت حتى إلاَن أكثر من تسعين عَلما
من أعلام هذه الأفة على اختلاف العصور، ولا يزال العطاء فيها مستمرّاً. .
ثم اصدر سلسلة جديدة، تخصق المعاصرين بعنوان: (علماء ومفكّرون
معاصرون. . لمحات من حياتهم وتعريف بمؤئفاتهم).

الصفحة 5