كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

الله إلى ولد 5 الشيخ أحمد الخطابة والإمامة نيابة عنه في مناسبات مختلفة،
وعندما توفي الشيخ عيسى رحمه الله عام 363 ا هالموافق 1943 م كما سبق،
أسندت خطابة جامع (العثمانية)، وإمامة جامع (أبي ذر) لولد 5 اكيخ أحمد
رحمه اللّه فقام بذلك على خير وجه.
وكان للشيخ تجربة سابقة في الخطابة والاه سامة عندما كان يدزس في
الريف، فقد كان في القرية مسجد مهجور، فافتتحه واعتنى به، وأقَهم في
الصلوات، وصفى بهم الجمعة، وأقام لهم بعض الدروس، فاجتمعت قلوب
ا لناس عليه.
وحدَثنا رحمه الله أن المسجد اصبح يغصّ بالمصفين في أيام الشتاء
الباردة، كان الناس يأتون من أطراف القرية إ لى صلاه الفجر في الظلمة والمطر،
والوحل والطين.
وكان أهل القرية عشيرتين مختلفتين، فاجتهد في إصلاح ذات بينهم،
وجمع كلمتهم، وزار كلا الفريقين في مجالسهم وأنديتهم، حتى تمكن من
غسل العداوة والبغضإء بين قلوبهم.
وأقام لهم في المسجد دروساً في الفقه وتلاوة القرآن الكريم وتجو يددـ،
وحث الناسَ على تربية أبنائهم على مبادئ الإسلام وهديه، وفضائله وإدابه،
والقيام بمسؤوليتم في ذلك.
فعندما اُسندت إليه الخطابة والإمامة بعد وفاة والده كان له من تجربته
السابقة ما يعينه على القيام بمسؤوليته خير قيام، وأداء الأمانة على أحسن وجه.
- وقد كان في الخطابة على منهج والد 5 الشيخ عيسى، يرىَ أنّ الأنفع فيها
للناس والأقوى تأثيراَ، أن تكون مكتوبة، فهي ادقّ في عرض الفكرة، وأجمه!
للموضوع وابلغ في التأثير، وقد دأب على ذلك، وكانت خطبته تمتاز ببلاكة
القول وحُسن العرض وجزالة اللفظ، كما كانت موضوعاتها تعالج مشكلات
المجتمع، وما يحتاجه الناس من تقوية الإيمان، والنعريف بحقائق الإسلام
51

الصفحة 51