ومحبيهم؟ فقد ترك الشيخ محمد أبو النصر مراكز للدعوة والإشعاع الإيمانني
وا لتربوقي، وكانت تلك ا لمراكز يعوزها الأئمة ا لربا نيون، وا لتلامذة ا لمجتهدون،
الذين يتابعون طريق شيخهم بتجزد لىخلاص، وصدق وتجديد، يتمّمون ما
بداه، ويتابعون ما وقف عند 5.
وقد كان من ابرز هذه المراكز في مدينة حلب (جامع أبي ذرأ، وذلك
لمجاورة سكن الشيخ عيسى رحمه الله له، وهو أرفع تلاميذ الشيخ محمد أبي
النصر قدرا، وأنبههم ذكراً، وقد كان كثير من تلامذة الشيخ أبي النصر يتوقعون
أن يكون الشيخ احمد خلي! فة للشيخ أبي النصر.
فتقذَم الشيخ احمد إلى ذلك المجلس ليملأه، وقد حؤَلت إمامة الشيخ
عيسى من جامع العثمانية إلى جامع أبي ذر بعد وفاة الشيخ عيسى وأُسندت إلى
ولد 5 الشيخ احمد، فاجتهد الشيخ احمد في تحويل دعوة الشيخ محمد أبي
النصر إلى منهج دعويّ عمليئ، يقوم على تقديم وصايا اسلامية تتصل بحياد
المسلم اليومية لإحياء العمل بالإسلام وتطبيق أحكامه، وجعل وراء تلك
الوصايا محاسبة آسبوعية لتقوى عزيمة المؤمن، وترتفع همّته، ونلك هي
الترجمة العملية للتواصي بالحق والثواصي بالصبر، ولم يرتضِ الشيخ لتلك
الدعوة آن تكون قاصرة على الوعظ والتذكير، وا لالتزام با لأوراد والأذكار، وقد
وجد بعض الناس في هذا الأسلوب نشاطاً وقوة، فتجاوبوا معه واستحسنوه،
ولكن كثيراً من العامة بل وبعض طلاب العلم أيضاً، لم يألفوا هذا الاشلوب ولم
يعرفوه، ووجدوا لْي الدعوة إلى مجاهدة النفس، وتكليفها الالتزإم بفضائل
الإسلام وآدابه خروجاً عما اعتادوه والفوه، وتبزم هؤلاء وقال قائلهم: " إنَّ
الشيخ آحمد يريد آن يخرج على طريقة الشيخ محمد أبي النصر، وطريقة والده
الشيخ عيسى، ويريد أن يعمل مشيخة لنفسه " (1).
(1)
وقد سمعت تفصيل ذلك من الشيخ عثمإن حزواني رحمه اللّه، وكان من خفص
تلامذة الشيخ محمد أبي النصر ومحئيه، ثم من تلامذة الشيخ عيسى، وبعد ذلئ!
53