كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

ثم كان خلاف كبير على آمور آخرى شرعئة امتدّ طويلاً، ثم اَل الأمر إلى
اعتزال الشيخ للعمل مع جماعة الشيخ عبد الباسط ولد الشيخ محمد أبي النصر،
وتبعه في ذلك من ارتضى طريقته، واستجاب لدعوته (1).
- واما عمل الشيخ مع أبناء الحيئ ورجاله، من جيران جامع (أبي ذر)،
وكان أكثرهم من العامة وكبار السنّ، فقد كان يصلي فيهم الصلوات الجهرية،
ويجلس بعد صلاة الفجر فيقرأ لهم في كتاب من كتب العلم، ويشرح! ا يقرأ. .
ولم يدع فرصة يمز فيها ذكر شيء من فضائل الإسلام واَدابه إلاّ استغلَّها بالحثِّ
والتذكير والدعوة والتوجيه للتمشُك بتلك الفضائل والاَداب.
وكان المواظبون على تلك المجالس يستمتعون بما يسمعون، ويسرّون
بما عليه يطلعون، ولكنهم لا يغيرون من واقعهم أو واقع أسرهم شيئاً مع كثرة
تذكير الشيخ بهذ 5 المعاني وحثّه عليها.
وقد قرأ الشيخ في تلك المجالس موسوعات علميّة منها: (فيض القدير
شرح الجامع الصغير) للإمام المناوي، و (حلية الاولياء) للإمام أبي نُعيم،
و (الشفا بتعريف حفوق المصطفى) للقاضي عياض، وغيرها من الكتب،
واستمر على ذلك عدّة سنين، ولكن الحصيلة العملية من ذلك كانت ضعيفة
هزيلة، فخرج بنتيجة ان العمل مع العامة وكبار السنّ، ضعيف الاثر والجدوى.
-وآما العمل الدعوي الخاص، مع العاملين للإسلام من العلماء والدعاة
إلى الله تعالى، فنجمل الحديث عنه في ثلاث نقاط:
(1)
تتلمذ على الشيخ أحمد ولازمه.
إنَ قضة هذا الخلاف طويلة الذيل، ممتدّة الاَثار، لم يكد طالب علم في مدينة
حلب وبعض محافظاب الشمال أن يبتعد عنها أو لا يكون له موقف منها، وقد
اضربت عن الخوض فيها هنا رعاية لحق الدعوة والتاريخ، واكتفيت هنا
بالإشارة إلى ما كان وراءها من آثار.
54

الصفحة 54