كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

2 - وأما مشاركة الشيخ رحمه الله تعالى في إنشاء (دار الأرقم) والعمل مع
رجالها، ومتابعة تطوراتها، ثم الاعتزال عنها، فلماذا شارك في إنشائها؟ ثثم
لماذا اعتزل عنها؟
لقد كان للشيخ رحمه الله علاقات وثيقة مع ثلّة من رجال الفكر الإسلامي
ذوي الغَيرة الدينية، والتوخه الدعوي؟ منهم القاضي الشرعي الشيخ
عبد الوهاب الألتونجي، والشاعر الإسلامي الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري،
والعالم الفقيه الشيخ مصطفى احمد الزرقا، والمحامي الشهير الأستاذ
عبد القادر السبسبي (1)، وغيرهم آخرون. . فكانت بينهم لقاءات، يتدارسون
فيها واقع الأمة، والسبيل الأمثل لخدمة الإسلام، فتمخضت تلك اللقاءات
المتتالية عن إنشاء ما أسموه: (حركة التهذيب الروحي) أو (الإحياء الروحي)
ولعل التسمية تكشف عن أهداف تلك الحركة ومقاصدها، وقد اقترح لها
كتاب: (إحياء علوم الدين)، للإمام الغزالي رحمه الله، ليكون مرجعاً يلتقي
عليه اولئك المجتمعون (2).
- ثم تسفَت تلك (الحركة): (جماعة شباب محمد تج! حم)، ئم غيّرت
التسمية إلى (دار الأرقم) وتمّ اختيار مركز لها في باب النصر في مدينة حلب،
واتّبع المنتسبون إليها أسلوباَ لجلب الناس إلى المركز، وذلك بإنشاء قاعة
للمطالعة المجانية، وتمّ التبزع بالكتب من المنتسبين إلى: (دار الأرقم)،
وشجع الناس على ذلك، فامتلأت المكتبة بالكتب ما بين عشية وضحاها.
ثمّ اقترح القائمون على (دار الأرقم) ان يتئم إصدار: (نشرة أخبار العالم
(1)
(2)
قال عنه في الأعلام: 38/ 4: حفوقيئ من أهل حلب مولداً ووفاة (1304 -
393 اهـ= 1886 - 973 ام) حفط مجلّة الأحكام العدلية، وعمل محامبطً
ومدزساَ، وكان من مؤلّسسي دار ا لأرقم بحلب (936 1 م).
وقد سمعت تفصيل إنشائها من الشيخ رحمه الله في عدة مناسبات، كما سمعت
طرفاَ منه من الأستاذ الأميري رحمه الله.
56

الصفحة 56