- وكان يرى رحمه الله أن خير اسلوب ينظم هذه اللقاءات، أن تقوم
الشورى الحقيقية، واحترام الرأي، والبعد عن الفردية والاستبداد بالرأي من
قِبَل أكب كان.
وكان لاجتماع العلماء وتشاورهم نتائج طيبة في إلغاء كثير من المنكرات،
ومظاهر الفساد والانحراف الأخلافي في المجتمع، والقضاء على الحفلات
الماجنة، التي يُراد من ورائها إفساد الناشئة، وزرع بذور الفساد في الامة. ولقد
بلغ من هيبة العلماء ببركة اجتماع كلمتهم، أنهم كانوا يسمعون بمنكر صت
المنكرات أنه سيحدث في اي مكان من مدينة (حلب) فيجتمعون ويتثاورون،
ثم ينتدبون بعضهم لمقابلة المحافظ لإلغاء هذا المنكر، فما يكون من المحافظ
إلا ان يتصل بالجهة التي تريد إقامة الحفلة، ويبلغها ضرورة إلغائها بناء على
احتجاج العلماء واستنكارهم، ولقد حدث من ذلك مواقف عديده كان لها أثر
طثب في الحياة العامّة للأمة.
- وكان قفةَ نشاط الشبخ الدعوفي التفاته إلى ترببة الشباب وتوجيههم،
وتُعدُ هذه المرحلة المرحلةَ الغنيّة الخصبة في حياته نشاطاً وعطاءً، ودعوة
وتربية، وتأليفاَ وكتابة، وهي ثمرة تكوينه العلميّ والتربويّ، ومن بركات منبته
الطيّب، وما منَّ الله به عليه من مواهب.
وقد تبلور في هذه المرحلة من حياته فهمه الإسلامي، ومنهجه الدعويّ
والتربويّ، على ضوء خبراته في شتى الميادين الاجتماعية، كما تجلّت فيها
شخصيته بخصائصها ومزاياها.
وهي تعد الخاتمة الحسنى التي ختصت بها حياته رحمه اللّه، إذ إنها تبدأ
من عام 1385 هالموافق لسنة 1965 م، وتمتد إلى وفاته رحمه اللّه وأجزل
ه (1)
معوبته.
(1)
وسنتناول الحديث عن ذلك عند الحديث عن منهجه الدعوقي والتربويّ في
المبحث الرابع من هذا الفصل بإذن الله تعالى.
58