كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

1 - طبيعة جامعة، عملية واقعية:
ولقد كان الشيخ رحمه اللّه من ذوي الطبيعة الجامعة العملية الواقعية،
يعرف ذلك كل من عرفه وخالطه، ولقد تركّزت تربيته العملية على ذلك، وأولاه
عنايته واهتمامه.
-أذكر أننا كففنا مرة باقتراح منهج مناسب لمستوى من مستويات الإخوة،
فعقدنا لقاءات عديدة، وخرجنا بدراسة رتّبناها وعرضناها على الشيخ رحمه الله
فنظر في تلك الأوراق وقلّبها ثمّ قال! لنا مبتسماً: "لقد كئا شباباً مثلكم كتبنا
وخطّطنا، ووضعنا تصورات كثيرة، ثم رآينا آن القليل العملي الواقعي، الذي
ينفذ، خير من كثير لا يتجاوز الأوراق التي كتب فيها، فاعيدوا النظر فيما
اقترحتم وكتبتم، وحددوا من ذلك ما ترونه واقعياً عملياً. . ".
- ومع بواكير توتجه الشيخ الدينيئ والدعوي كانت ملاحظته الاشاسية على
كثير من الدعإة؟ الانشغال بالكلام عن الالتزام والعصل، وقد حدّثنا عن لقائه مع
الإمام الشهيد حسن البنا رحمه اللّه في موسم الحج، وتعرّفه عليه، وكان الشيخ
قد سمع بدعوة الشيخ البنا، فبعدما تحدّث الإمام عن دعوته، وعرَّف الحاضرين
بها، سأله الشيخ أحمد سؤالاً واحداً في هذا اللقاء: ما مدى تطابق هذه المفاهيم
عن الإسلام ومبادئه مع سلوك القائمين بالدعوة؟ فابتسم الشيخ حسن البنا،
وقال له: "هناك فرق بين كل دعوة والواقع الذي يكون عليه أبناؤها، ولكننا
نسعى مستعبنين بالته، أن نترجم أقوالنا الى أفعال، وألا يكون حظنا من دعوتنا
الكلام!.
وقد كانت الحيا 5 العملية محور دعوة الشيخ وفكرته في دروسه وخطبه
وكتبه وتوجيها ته.
2 - واعية نزيهة، مربية حكيمة:
وقد تجفت في شخصية الشيخ صفة الوعي والنزاهة في أمور عديدة
اهمها:
61

الصفحة 61