كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

السلف الصالح، البعيد عن التكلفات التي لا طائل تحتها، فهو يؤمن بالصفاات
كما جإءت، ويفوّض في المتشابهات، ويصف الله سبحانه بكلّ كمالٍ وصف به
ذاته او وصفه به رسوله جم! م! م، وينزّهه سبحانه عما لا يليق به، وقد حرص الشيخ
على تربية أبنائه دهاخوانه على أساس هذا الصفاء العقدي، وكَتبَ سلسلةَ العقائد
لعامّة المسلمين بأسلوب سهل ممتع ميسَّر، وبلغة مناسبة للعصر، على هدي
الكتاب والسنّة، وبالأسلوب الفراَني في عرض العقيدة وتثبيتها في القلوب، مِع
الحرص على توضيح الحقائق، والإجإبة عن الإشكالات وكشف الشبهات دُا).
- وكان حريصاً رحمه الله على تثبيت العقيدة في قلوب طلابه في المدارس،
وبثّ حقائقها، والإجابة عن شبهاتهم التي تتعلق بوجود الخالق سبحانه،
وبالقضاء والقدر، التي يثيرها الملاحدة وأعداء الإسلام، فيضرب لهم الأمثال،
ويجفي الشبهات، ويحاورهم بحكمة وهدوء حتى تذعن عقولهم لمنطق الحق
وحججه.
- وأما عبادته؟ فقد حدَثنا عن مجاهدته الشديدة لنفسه، أول إقباله علي!
التم! ك بالسنّة وشغفه بالعلم، وقد تاثر في ذلك بكتاب (إحياء علوم الدين)
للإمام الغزالي رحمه الله، فأخذ نفسه بالمجاهدة الشديدة، حتى نحل جسمه،
واصفرّ لونه، ثم عاد إلى الاعتدال، الذي هو منهج السنّة النبوية في العبادة
والعمل كله، فكان حريصاً على الاتباع في عباداته والاعتدال فيها.
وكان محافظاً على نوافل العبادات حريصاً على التهجّد من الليل سفراً
وحضراً، يربّي أولاده على ذلك، ويحثّ إخوانه ويوصيهم به ولو ركعتين من
الليل.
وكان يحرص على قيلولة النهار والنوم المبكّر، فلا يسهر إلا لمصلحة
شرعية راجحة رعايةَ للاستيقاظ في وقت السحر، واغتنام نفحاته المباركة.
(1) انظر ما جاء في الفصل الثاني من هذه الدراسة من التعريف بسلسلة العقائد.
66

الصفحة 66