كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

وكان كثير الذكر دته عز وجل، ويظهر ذلك من حضور قلبه مع الله تبارك
وتعالى، ورقته وسرعة دمعته، وشدة اعتباره واتعاظه بكل ما يرا 5، أو يسمعه.
وكان محافظاً على آذكار السنة وآدعيتها وآدابها، يأخذ بها، ويعلّمها
إخوانه في كل مناسبة، ويحث على حفظها وادائها في أ وقاتها.
وكان حريصاً على الاعنكاف في العشر الأواخر من رمضان المبارك مق
كل عام، ويحث إخوانه على ذلك، ويضع لهم نظاماً دفيقاً متنوّعآَ، يملأ
الأوقات خلال! اليوم كله، يُعلنه للإخوة، ويلتزمون بتنفيذه بدقّة، منه ما هو
مشترك، ومنه ما يؤدّى بصورة فردية.
وآما رحلاته للحج والعمرة؟ فهي باب فريد من أبواب عبادته ونشاطه،
وفنّ عجيب من فنون حبّه دئه ورسوله! لمجييه، وشوقه المتأجج وحنينه، يشهد بذلك
كلّ من خالطه، أو أكرمه الله بصحبته في رحلة من هذ 5 الرحلات المباركة.
وكان يشترط على من يرغب بصحبته في سفر الحج أن يستجيب لكل ما
يرشده إليه من سنن واَداب واوامر شرعية. . وكان يقول!: " إننا نذهب إلى الحج
لنتخلّص من ذنوبنا واوزارنا، فكيف نصحب معنا من يصرّ على المعصية،
ونخالطه ونجالسه، وهو يأبى ان يتخلّى عن مخالفة هدي النبي! ييه؟! إن من
شرط المرافقة المواففة. . . ".
وقال مرة لبعض التجار وقد أراد صحبته في رحلة الحج: "إن شروطنا
شديدة قد لا تتحملها - يريد ان يحمّسه بذلك - قال: وما هي؟ قال: " ألآَ يصز
مرافقنا على معصية، أو مخالفة للسنة. . . " قال: افعل، قال: "فمن الاَن،
عاهد النّه على ألا تحلق لحيتك "، فاستجاب وصحب الشيخ، وعاد محافظاً
على كثير من الاَداب والسنن التي تعكمها في ذلك السفر المبارك.
وكان يعدُ رحلة الحج والزيارة شفاء لقلبه وروحه وجسده، ويقول:
"إنني اقضي نصف العام في ذكريات الحج والزيارة، ونصفه الآخر في الشوق
والحنين إ لى تلك الديار".
67

الصفحة 67