من يتوقف عن الطاعة والاتباع، لأنه لم يفهم الحكمة من الأمر والنهي، أو لأيّة
علّة يتعلّل بها.
ومن أدبه مع الله ورسوله ع! بم، أنه كان لا يذكر اسم الله إلا با اصْعظيم
والتمجيد والحمد والثناء، ولا يذكر اسم رسوله ع! يم إلا بالصلاة والسلام عليه
وعلى آلى، مع توقيره وإجلال مقامه.
وكان من ادبه مع أصحاب رسول اللّه ع! ييه نهيه عن الخوض في اختلافهم،
لأنهم مجتهدون مأجورون، يبتغون نصرة الحق ورضوان الله، وكان يذكّر دائمأ
بفضلهم وسبقهم، ومواقفهم العظيمة في الجهاد والنصرة، فكيف يسبقهم سابق
أو يدرك فضلهم لاحق؟ وقد اختارهم اللّه لصحبة نبيه جم! م فجعلهم خير القرون،
وكانوا خير امة اُخرجت للناس.
ومن أدبه انه كان يدعو إلى حسن الظن بالعلماء السابقين وأئمة الدين،
وكل من عُرف بعلم أو صلاح، أو اشتغال بهداية الخلق، وأن تحمل أقوالهم
وأحوالهم على ما يوافق الشرع، فإن لم يمكن نردها ولا ننسبها إليهم، ونعدّها
قد دشت عليهم من أعداء الإسلام أو من ح! ادهم، ليكون المؤمن دقيقاً في
أحكامه سليم الفلب، حسن الظن بالمسلمين.
وكان يجل علماء عصره، الذين عرفوا بالورع والتقوى، والاستقامة في
العلم والعمل، ويستفتيهم ويستنير باَرائهم، وقد رايته مرّات يقبّل يد بعضهم.
ومن أدبه أنه كان لا يواجه احداً بما يكر 5، بل يكنّي ويلمّج بألطف
الكلمات والكنايات كما هو أدب القرآن والسنّة النبوية، ولكنه لا يستحي من
قول الحق والصدع به.
وقد خُتمت حياته رحمه الله وهو يكتب كتابأ جامعاً عن الاداب
الإسلامية، فكتب جزءاً منه، ثم اشتد به المرض، ووافته المنية، وأقبل على ر-بّه
باَدابه التي عاش حياته في رحابها (1).
(1) لم يعئر على مخطوطة هذا الكتاب فيما عثر عليه من مخطوطات كتبه.