وصدقه، فكم من كلمات يسيرة ألقاها على بعض من تعامل معه أو التقا 5،
فكانت سبباً في هدايته وتغيير مجرى حياته.
وكان يلاحظ علينا دقائق الملاحطات في انفسنا وءإداتنا وأخلاقنا
ومظاهرنا فينصحنا ويوجهنا في الوقت الذي لم يرَ كثير منا من آبائهم وأههات! هم
مثل ذلك، مما يؤكد على أن اثر العالم الداعية المربّي، أعظم من أنر الوالد
وأبقى.
وكان رحمه الله لا يكون في مجلس عام أو خاص إلآَ وينصح ويذكّر،
ويتحدّث عن علل الأمة وادوائها، ويلفت الأنظار إلى خطر المعاصي التي
وقعت فيها على الفرد والجماعة.
واما امره بالمعروف ونهيه عن المنكر؟ فقد كان يراه الركن العظيم الذي
تهدّم في حياة المسلمين الاجتماعية، دياقامته سرّ الحفاظ على تعاليم الإسلام
حية، كما ان إهماله من قِبَل العلماء والدعاة ادى إلى عودة الإسلام غريباَّ كَما
بدا، وشيوع الجهل بالإسلام، وانتشار المفاسد والمنكرات، وكان يرى أن من
عزيمة الداعية، ألا يقز منكراً في مجلس يجلسه، أو مناسبة يحضرها، وألاّ
يسكت عن إنكاره، متحلياً باَداب ذلك وشروطه، واتّخاذ سبيل ال! كمة
والموعظة الحسنة في إنكار المنكر، وكتب في ذلك كتابه: (الأمر بالمحروف
والنهي عن المنكر)، ولقد عُرف رحمه الله بين الخاصة والعامة بحرصه على
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل مناسبة.
ولكنّه كان حكيماَ في اسلوبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
حريصاَ على استجابة المدعو، وقبوله للنصيحة وعمله بها، يبذل من ماله
وجهده لإزالة المنكر، دماقامة المعروف بغير حساب.
وكان شديد الغيرة على حرمإت الله إذا انتهكت، يرى في وجهه الغضب
والحزن الشديد عندما يسمع بمنكر من المنكرات، وكان يرى أن المنكرإت
العامة لا يزيلها إ لا اجتماع كلمة العلماء، ومراجعة المسؤولين فيها، فكان دائب
السعي لجمع كلمة العلماء لهذا الغرض.
72