كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

وطبيعة الشيخ العملية، جعلته لا يتحدّث عن المنكرإب حديئأ عاماَ،
هانما ترجم ذلك إلى أسلوب عملي، فكتب مذكرة تحت عنوان: (موقف
المسلم الحق من منكرات الزمان)، فصّل فيها المنكرات التي فشت في جميع
مجالات الحياة الاجتماعية، وبتن ما يجب على المؤمن في إنكارها، وأملاها
علينا في مجلس: (تذكير وتحذير) ثم ضمّن بعضَها كتابَه: (الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر).
8 - قوَّته في الحق وصلابته، وجرأ ته وصراحته:
قوة الشيخ في الحق وصلابته كانت سمة ظاهرة تميّز حياته وشخصيته،
فما أكثر ما كان يذكرُ ويذكّر: "ا! داء بعض الدعاة فضلاً عن عامة المسلمين أنهم
ضعفاء مهازيل، مستكينون أمام الأهواء والشهوات، منهزكمون أ مام المغريات
والملهيات، يتمكن من رقابهم الباطل في أول جولة من صراعهم معه، وإن
أعظم ابتلاء لدعوة الإسلام أن يدّعي نصرتها من لا يكون قوياً في الحق، صلباً
في دين اللّه. . . " (1).
أ - وإن من قوة الشيخ في الحق، وحرصه عليه، وجرأ ته فيه: أنه لم يكن
ليؤثر عليه أهلأ ولا ولدأ، ولا صديقأ ولا قريباَ، ولم يكن ليبالي بمخالفة الناس
له أو موافقتهم (2)، هاذا ظهر له أنّ الحق مع مخالفه سرعان ما فاء إليه ولزم
ركابه، وكان يقول: "إن أعناقنا جسر للحق وأهله "، ويقول أيضاً: " إن ولدي
وأبعد الناس عندي في الحق سواء!.
ب - وكان إيثاره للحق وحرصه عليه يحمله على أن يشتذ على أهله وولده
أكثر من الاَخرين، وكان يتمثّل بما أثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان
إذا اراد أن يأمر الناس بشيء جمع أهله وولده وقال لهم: " إني أريد ان آمر الناس
(1)
(2)
من امالي الشيخ في (تذكير وتحذير).
وقد مزَ بنا قريب من هذا الكلام في شهادة الدكتور نور الدين العتر في المبحث
الاول من هذا الفصل.
73

الصفحة 73