كتاب أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي

بكذا وكذا، ووالله لا يبلغني ان احداً منكم خالف ما امرتُ الناسَ به، أو وقعَ فيما
نهيتُ الناصَ عنه إ لا أضعفتُ له العقوبةَ لمكانه مني ".
ب - ومن حرصه على الحق وايثاره له: طلبه للنصيحة من إخوانه، ومن
الناس بصورة علنية، وفي مجالسه الخاصة والعامة، وفرحه بالنصيحة التي تُقدَّم
له، وشكره لصاحبها ومكافأته عليها، حتى ولولم يتأكّد له وقوعه فيما يخالفها.
أذكر ان بعض الشباب قدم للشيخ نصيحة أنه رآه يشبّك بين اصابعه في
احد دروسه العامة، وهو مكروه كراهة تنزيه في المسجد، فقبل الشيخ نصيحته،
وقدم له عليها هدية، وبفغه ان محبته ازدادت في قلبه، مع أنه لا يذكر أنه فعل
ذلك (1).
د - وله شعر لطبف في بيان حرصه على الحق، وإيثاره على الخلق، وهو
من اقدم شعره، أذكر منه هذين البيتين:
إنَا مع الحق إذ ما الناسُ جهلاً أعرضوا
ولا نبالي! و إن سخطو أو إن رضوا
واسمع الشيخ يعبر عن تصوره لما ينبغي ان يكون عليه الدعاة إلى الله
تعالى العاملون، من قوةِ في الحقّ وحرصٍ على اتّباعه، في هذا النداء الذقي
يوجهه إليهم: "اصدقوا الله يصدقكم، اَمنوا بالئه كما اَمن به المسلمون الأؤلون،
وأخلصوا آعمالكم له، واستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم. . ابدؤوا
بأنفسكم، جاهدوها في الله، واحملوها على تقوى الدّ، واستقيموا على دين
الله. . كونوا مسلمين، واعثروا بالإسلام، وآعلنوا اعتزازكم به، وارفعوا
رؤوسكم عالية، فإنكم إذا فعلتم، كنتم خلفاء الله في الأرض. . مُزوا
بالمعروف، وانْهَوْا عن المنكر، ولا تأخذكم في الحق لومة لائم. . إن الإسلام
(1)
وجاء في شهادة آستاذنا فضيلة الثيخ محمد العوامة قصة مشابهة عن الثيخ
رحمه الله.
74

الصفحة 74