وبعد انطلاق الشيخ بنشاطه في الدعوة، لقي أذئ كثيراً من فئات عذة من
الناس، لأن منهجه خالف منهجهم، او تعارض مع ما ألفوا في حياتهم، أ و
تعصباً لاتجاهات وانتماءات، فأعرض عنهم وصبر، وأمر إخوانه ألا يقابا! ا
الإساءة بمثلها.
2 - عفوه وصفحه، وسلامة صدره:
إنّ المؤمن عندما يحكم صلته بربه، ويسعى جهده في مرضاته، يغطّي
حاله مع الله سبحانه، من الانس والرضا والفرح بالئه والشعور بقربه، عإى
علاقته بإلناس وعلاقة الناس به، فلا يبالي اي موقف وقفوا منه، يحرص على
هدايتهم واستجابتهم، ويغتتم لغفلتهم وإعراضهم، ويشفق عليهم أن يعزضوا
انفسهم لغضب الله، ولا يتأثر بإيذائهم وإساءتهم، لأنه يرى الناس مرضى،
والطبيب العاقل لا يغضب من المرضى، بل يشفق عليهم ويعذرهم.
ولقد حذَثنا الشيخ بهذه المعاني كثيراً ووجّهنا إليها، ولمسنا تحققه بها في
مواقف عديدة، فمع شدة تم! ك الشيخ بالحق وغيرته عليه، فقد كان لا يحمل
في قلبه على مخالفه غلأ او حفداَ، لأن خلافه معه كان دئه، وتلك معادلة صعبة،
قل مَن يستطيع التحقق بها من دعاة الإسلام.
- وكان كثيراً ما يتمثّل الإمام الشافعي رحمه الله، وقد ضمّنه إحدى
وصايإه:
مَنْ نالَ مِنِّي او علقتُ بذِفَتِهْ سامحتُهُ دئهِ رَاجِي مِئتِهْ
كيلا اعوّقَ مؤمناَ يومَ الجَزَا ولا اُلسِيءُ محمَّدأ في أُمَّتِهْ
3 - جوده وكرمه:
عرف الشيخ بين اهله وإخوانه، ومحبيه ومعارفه، بالكرم والجود فهانت
عليه الدنيا على قدر عظمة الاَخرة في قلبه، وكان كثيراً ما يقول: " أقبج من كل
قبيح صوفيّ شحيح. ."، وكان يعجب مما يرى عليه بعض الأغنياء من شِخ
بالمالط وحرص عليه، وتلكؤ عن الإنفاق في سبيل الله، ويقول عنهم: "إئهم
فقراء مهما ملكوا! ".
76